الزهد في الكتابة عن الذات ...بين القبيلة السياسية واليسار

كتب
الثلاثاء ، ٠٨ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٠ مساءً
محمد ناجي احمد الصف الأول والثاني بل والثالث من مكونات الجمهورية القبلية ،بتعدديتها القبلية والعسكرية والإخوانية والبعثية ...كتبوا مذكراتهم عن التاريخ السبتمبري...ومن موقع المنتصر أعادوا صياغة الأحداث بالحذف ،واللصق ،والإضافة ...لكن مذكرات اللواء محمد عبد الله الارياني -ربما بسبب انتمائه لحركة القوميين العرب ،والحزب الديمقراطي ،رغم أنه لم يشر إلى انتمائه للحزب الديمقراطي ،واكتفى بذكر انتمائه لحركة القوميين العرب منذ كان طالبا في كلية الطيران قبل الثورة،وأمّا انتماؤه للحزب الديمقراطي فربما لصغر الفترة الزمنية ،تجاهل ذكره ،فمنذ تأ سيس الحزب وحتى أحداث أغسطس ،أشهر قليلة،فالحزب تأسس في منتصف 68م ،وهو ما سيجعله هو و ابراهيم الحمدي لا يمتلكون الجرأة في الاتصال بالحزب ،لكنهم لم يرتقوا من مستوى حلقة ،"والحلقة تعني السياج الذي يطوق الحزب من خارجه ،وينضح منه إضاءة أعضائه "حسب تواصلي مع احدى الشخصيات التي لها إسهامها في تاسيس الحزب ،في الأعبوس بييت عبد الرحمن عمر ،...وإسهامها في تلك المراحل والتحولات والتاريخية ،الاّ أنه بزهد قال لي "لا تروي عني ،فما قمنا به مسألة أخلاقية وواجبا تجاه وطن ،لا يجوز أن نخدشه بالمن "،فما بالكم بمن يزور الأحداث والتاريخ كما صنع أقطاب جمهورية 5 نوفمبر نفي مذكراتهم ! -عموما لقد كان الارياني من وجهة نظري أقرب إلى الموضوعية في رصده للأحداث ،وإ كان حين يتطلب الأمر منه تفصيل الأمور كان يفرّ نحو العموميات ! لكن مسألة ذكره لحضور علي عبد الله صالح لأول اجتماع مع القائد العام للقوات المسلحة ،هو و أخيه محمد عبد الله صالح ،وذكرهم برتبة رائد ونقيب ،فهذا يحتاج إلى تمحيص خاصة وأن البعض يذكره برتبة صف ضابط والبعض يشير إلى انه ملازم والبعض نقيب!لكن وجود علي عبد الله صالح وأخيه ضمن الصف الجمهوري مسألة ثابتة ،ويبقى الخلاف حول الدور ،والرتبة ! هناك مواضع تتجسد فيها موضوعية الارياني،منها حميميته تجاه ابراهيم الحمدي ،فرغم ان الحمدي قاد انقلابا أبيضا ،وهو ما يعرف بحركة 13 يونيو -ضد عبد الرحمن الارياني ،اثناء سفر القائد العام خارج البلد ،الاّ أن الارياني كان في كل موضع يشير فيه إلى الحمدي تكون إشارته فيها إنصاف عال ...ففي كوكبان والحمدي والارياني وآخرون يريدان السيطرة على الحصن،يتحدث الارياني عن الحمدي ،ويصفه بالذكاء والشجاعة والاقدام ،وهم يواجهون كثافة النيران الموجهة ضدهم ... كان تعرف اللواء محمد عبد الله الارياني على الحمدي قبل الثورة في كلية الطيران ،الاّ أن الحمدي لم يستمر في الكلية سوى بضعة اشهر ثم تركها ،وبعد الثورة ،انتقل الى جبهة ثلا وكوكبان للدفاع عن الثورة ،وقد عمل على الدخول الى الكلية الحربية لثلاثة اشهر لاستعادة معلوماته العسكرية ،حسب ما جاء في حوار مع يحي المتوكل ،أجراه معه صادق ناشر وطبع في كتاب ......ثم يصف دور الحمدي في تنظيم القوات المسلحة في فترة الارياني ،وبعد الحركة الانقلابية حين التقى بالحمدي بعد عام ،يصف زيارة له إلى بيت الحمدي الذي استمر هو البيت القديم ،الذي كان يسكن به قبل أن يكون رئيسا ويصف كيف ان الحمدي أخذه بالسيارة "الفوكس فوجن "وخلفه سيارة واحدةثم سيارة الارياني ،اي دون حراسة حقيقية ،حينها خاف الارياني على نفسه وقال للحمدي لن اصعد معك مرة أخرى ،فلعلّ معتوها يقوم بقتلنا معا ...لكن الحمدي كان قدريا في ايمانه ،فرد على الارياني بما معناه أنه يؤمن بالقدر !وحين قتل عبد الله احمد الحجري في بريطانيا ،نفى الارياني أن يكون للحمدي صلة باغتياله ،خاصة وأن هناك من اراد ربط مقتل الحجري بابرهيم الحمدي ،وتحدث عن الحزن الذي بدأ على الحمدي لفقد صديقه ،فالحجري من أقرب الناس للحمدي ...بل إنه قال"إن التآمربالقتل ليس من صفات الحمدي"... لقد كان مقتل الحجري من وجهة نظري ،رغم اتهام دولة الجنوب بقتله ،وأحد الفلسطينين ،الذي قتل بعد ذلك باسمرة - ضمن تصفية الخط المتمسك بالسيادة اليمنية ،...باعتقادي أن المستفيد الوحيد من مقتل الحجري كانت السعودية ،والسبب هو إخلاص الحجري للحمدي وللقضية اليمنية ،فالمسألة متعلقة بموضوع السيادة اليمنية ،فكل من له اعتزاز وإيمان بالخصوصية اليمنية والسيادة كان يتم اغتياله ،ابتداء بالنعمان الابن ثم الحجري ،وقبلهم محمد علي عثمان ،ووصولا إلى إبراهيم محمد الحمدي ،والذي لم يكن أخيرا ولن يكون الأخير ،فموضوع السيادة والعمالة ثنائية جدلية مستمرة حتى ولو أصبح العملاء هم نجوم "الثورات الربيعية "!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي