الحوثي بين مطرقة صالح وسندان التمرد على اتفاق السلم والشراكة

سالم لعور
الأحد ، ١٦ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٢٧ مساءً
 
لن اخاطبه كما يخاطبه المتزلفون والمداحون والمطبلون ب " سيدي" عبدالملك لأنه لم يبلغ مستوى هذه المرتبة بعد ..وجميعنا يعرف ان خادم القوم سيدهم وهو الذي لم يلمس منه القوم أي خدمة حتى اليوم سوى المآسي والآلام واصوات المدافع ولعلعة الرصاص ودوي الانفجارات وروائح البارود وتناثر أشلاء القتلى وأثارة القلاقل وبؤر التوترات والحروب وخطابات شوفينينية طائفية فهل يعيد الحوثي النظر ويلتزم باتفاقية السلم والشراكةكماينبغي ؟
 
 
لقد قدم للحوثي خدمات لم تقدم لغيره في المشهد اليمني ،لكنه لم يستثمرها فهو حتى الآن لم يتقدم للناس كحزب سياسي كما تقتضيه الأمور ،فلقد تم الاعتراف به والقبول به في مؤتمر الحوار الوطني بينما هو عبارة عن مجاميع مسلحة تمتهن الحرب ،ودخل الحوار دون تحديد صفته وكذا دون ضمانات كافية .بتركه الاعمال القتالية وتسليم السلاح الثقيل..
 
وقطع الصلة بالحروب أوتحقيق مكاسب سياسية بشن الحروب واختلاق المعاذير لشنها وما أكثرها...كل ذلك لم يحدث نقلة نوعية في تغيير سلوكه وطريقة تفاعله السياسي في الساحة السياسية اليمنية .ثم حتى بعد ان امتطي صهوة الجرعة والفساد وإسقاط حكومة الوفاق تمادي في الأفعال الثأرية الانتقامية ، ولقد فقد السيطرة على بعض المنفلتين من جماعته فارتكبت اعمال غير مشرفة واقل مايقال بشانها انها مخزية ويندي لها الجبين الحر...وفوق هذا وذاك فقد تقاضت القيادة الحكيمة والأحزاب بعض الشيء ،وانقذتهم من ان يصبحون جماعة متمردة .لانهم حتى ذلك التوقيع ليسوا مسجلين كحزب سياسي ،ولم يمتلكوا صفة التحدث باسم الشعب حيث انهم ليسوا سوي جماعة مسلحة ووجودهم وتاثيرهم مرتبط بمساحة جغرافية محدودة ،وكان ذلك التوقيع مخرجآ لهم من المساءلة ..اما الجرعة والتي لم يصدر بها حتى قرار واضح في اية وسيلة إعلامية .كالاذاعة والتلفاز أو الجريدة الرسمية ،وكا ن الرئيس قد تجاوب وقام بخطوة اولية من جانب واحد .. ثم ان الالغاء المتدرج قد اتى أكله للحكومة القادمة ....
 
الجماعة بعد التوقيع علي اتفاقية السلم والشراكة ...ارادوا ان يستحوذا على احتكار صناعة القرار ...وايضآ ارادت اكل الثوم بفم غيرها .. لم تتكلم عن عدم تشكيل لجنة التفسير مع اعلان اسم رئيس الحكومة بغضون ثلاثة أيام فلماذا ؟مع ان الناس والأحزاب عنوا من عدم تشكيل لجنة التفسير للمبادرة الخليجية كما جاء في بنودها وخلال أسبوع من تشكيل الحكومة ...فهل ذلك السكوت مقصود من قبلهم ..
 
السلم لم يتحقق منذ توقيعهم ذلك التوقيع ، والشراكه يفسرونها حسب مايخدمهم لوحدهم ،فكيف تريد الشراكة وتهرب من واجباتها وتبعاتها ..هل هي الوصاية بالتدرج لإنتاج وصناعة جمهورية الولي الفقية كما هو موجود في الدولة القدوة بالنسبة لهم وهي جمهورية الآيات والملالي ..الجماعة ارتكبت الحماقات ، ولكن يبدو أنها في هذه الأيام تتراجع وتعود لاحترام الشركاء وشرعية الرئيس التي لم يعد هناك شرعية سواه ..
 
فهل ادركت ان التماهي مع صالح أو التحالف معه سيدخلها في حروب طويلة الأمد مع غالبية سكان اليمن؟ .وهذا ما هدف اليه صالح عندما مد يده لهم من وراء الستار أي ضرب الكل بالكل وانتظار فرصة الانقضاض عليهم ليكون هو المنقذ الذي ليس هناك من سيقوم بهذا الدور سواه ،وفي مايشبه الملهاة والمأساة سيظهر المدمر لليمن هو المنقذ بذات الوقت.
 
 
فهل تعي الجماعة سوء ما فرحت به أي التماهي مع صالح والانقضاص لامتلاك صناعة القرار والتحكم بالمشهد السياسي والمجتمعي؟ وهل آن الأوان لتلك الجماعة ان تكون شريكة في صنع القرار وتنفيذه وفي تحمل تبعاته ان ثوابآ أو عقابآ وتلك هي الشراكة والالتفاف على ذلك عرقلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وقد ولى زمن أكل الثوم بفم الآخرين أي الانتفاع فوائد الثوم وترك رائحته للآخرين يتحملون تبعات ريحته .
  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي