قمة الإيمان .. الدولة المدنية الحديثة !

كتب
الاثنين ، ٠٧ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٢٠ مساءً
بقلم / د . اولفت الدبعي
بقلم / د . اولفت الدبعي

يزعجني هذه الأيام تحركات بعض العلماء كالشيخ الحزمي والشيخ المسوري اللذين يعتقدون أنهم يدافعون عن الاسلام وهم يخطبون بحماسة قائلين (الدولة المدنية كفر!)

وقلت في نفسي هل تضحيات شباب الثورة طوال أكثر من سنة في ساحات الحرية والتغيير من أجل قيام دولة مدنية ،كان من أجل كفر!

إن المتخصصون يقولون أنه لا يوجد نموذج لدولة اسمها دولة دينية أو دولة عسكرية أو دولة مدنية كنماذج محددة سلفا ،يمكن أن نأخذها ونطبقها على أرض الواقع ،فالدولة عبارة عن أداة محائدة نحن من يدخل لها المفاهيم والقيم التي نريدها ،ونحن من نصبغ الدولة بالطابع العسكري أو الديني أو المدني بحسب منظومة القيم التي يتوافق عليها الناس ،ويرتضونها كتشريعات وقوانين داخل الدولة ، وهو ما يعكس مستوى الوعي والادراك والفهم لدى اي مجتمع من المجتمعات بحقوقه ومصالحه المختلفه.

وإذا تناولنا مفهوم الدولة المدنية سنجد أنه مفهوم قد تطور تاريخيا عبر العديد من المعاني والتعريفات والتي ارتبطت بدرجة رئيسية بظهور المدنية وقيم التحضر ،ومع تطور الفكر الانساني استطاع الباحثون أن يصلوا الى مجموعة من المقومات نستطيع أن نطلق عليها دولة مدنية من مساواه وقيام العدل والشفافية والمحاسبة وحرية التعبير وسلطة النظام والقانون ودولة المؤسسات ،فإذا كانت هذه المقومات هي الكفر ....فأين سيكون الايمان ؟

وأتساءل كيف استطاع الشيخ الحزمي والمسوري أن يختزلوا الدولة المدنية في الغالبية العظمى من قيمها الرائعة التي أراها أنا قمة الايمان في القيام على مصالح العباد بميزان العدل والمساواه.

أما تركيزهم على من يعرفون الدولة المدنية بانها دولة لا دينية ، فلا يحتاج منهم كل ذلك التركيز والتهويل لأنها أحد التعريفات من ضمن مئات التعريفات للدولة المدنية ،واذا ركزنا في مقومات قيام مجتمع مدني سنجد أنها أصلا قيم تعبر عن معاني ديننا الاسلامية وبالتالي تصبح الدولة المدنية قمة الايمان !

الحجر الصحفي في زمن الحوثي