من يحمي البلد.. التعليم أم الجيش؟

كتب
الأحد ، ٠٦ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٩ مساءً
    رماح هادي الجبري قبل حوالي شهر تحدث الاستاذ محمد سالم باسندوة رئيس مجلس الوزراء ان الفساد في الجامعات غير مقبول وأن بناء اليمن أساسه بناء الشباب في الجامعة وقبل ثلاث سنوات وصل الى صنعاء مهاتير محمد باني نهضة ماليزيا وتحدث عن اليمن وإمكانياتها الاقتصادية ووجهت اليه إحدى الصحف اليمنية السؤال والذي هو (ماذا لو حكمت اليمن ؟) فاختصر العملاق مهاتير محمد إجابته بكلمة واحدة تحدد مستقبل اليمن وتحل جميع المشاكل التي حلت به وهي ((التعليم )) ، حيث قال: أن أغلب مشاكل اليمن سببها أن اليمن ليس بلداً متعلماً ، وعندما نتأمل واقع الشعب اليمني الذي تسوده الأمية والجهل نجد أن الحكومات السابقة لم يكن لها أي جهد يحمد في مجال التعليم سواء التعليم الأساسي والثانوي أو الجامعي ، وحقيقة الاهتمام بالتعليم تكمن في تغيير موازنة الإنفاق على التعليم فمن أسرار نجاح حزب الحرية والعدالة في تركيا انه قلب المعادلة التي كانت تصرف من موازنة الدولة، فالموازنة التي كانت تصرف على الجيش والتي كانت أضعاف ما ينفق على التعليم حولت لتنفق كموازنة على التعليم وتم تخفيض الإنفاق في موازنة الجيش لصالح التعليم وكذلك هو فعل مهاتير محمد عندما تجمل على عاتقه بناء ماليزيا . والسؤال الذي يطرح نفسه أمام رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء باسندوة وكل الجهات المعنية هو: كم هو الإنفاق على التعليم في المدارس والجامعات وهل يوازي ميزانية المشايخ التي اعتمدت لهم في موازنة الدولة أم أن ميزانية الفرقة الأولى مدرع او الحرس الجمهوري هي أضعاف ما ينفق على التعليم وهل سنبني اليمن بإهمال التعليم وشحه الإنفاق على التعليم مما يجعلنا نجبر الطالب على تكاليف الدراسة باسم نظام ما يسمى بالموازي ولعلي أقارن بين المؤسستين المتجاورتين والتي ربما تحتلان نفس المساحة وهما جامعة صنعاء والفرقة الأولى مدرع، فالأولى مؤسسة تعليمية يتعلم فيها أكثر من ستين ألف طالب وطالبة ومستقبل البلد يصنع بأيديهم والجميع ينتظر عطاءاتهم في خدمة الوطن أيضا من هو في الفرقة الاولى مدرع يؤمن بأن مستقبل البلد لا يصنعه الا شباب الجامعات الحاملون للعلم والمعرفة وعلى الحكومة ان تراجع حساباتها كم هو الإنفاق على جامعة صنعاء والإنفاق على الفرقة الأولى مدرع وكم هو الإنفاق الإجمالي على القوات المسلحة مقارنة بالإنفاق الإجمالي على المؤسسات التعليمية ، لا امتلك ارقاماً محددة عن كمية الانفاق على القوات المسلحة ولعل أمرا كهذا لا يستطيع احد الوصول الى ارقام محددة ولكن يمكن التكهن بأن ماينفق على المؤسسات التعليمية أقل بكثير من إجمالي الإنفاق على القوات المسلحة وبذلك أصبحنا دولة مجندة تخدم المسئول العسكري لا نتعلم ولا نفكر في صناعة المستقبل بقدر ما نفكر في البسط والنفوذ على أكبر قدر مما نستطيع الوصول إليه وهي رسالة أتوجه بها الى كل من له ضمير إنساني من كافة الجهات المعنية أن يكون الاهتمام بالتعليم في الجامعات مقدماً على كل الاهتمامات وبذلك يمكن ان نبني بلد العلم والمعرفة، بلد الإيمان والحكمة ونعيش جميعا في ظل دولة مدنية حديثة . [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي