رسالة لشباب الساحات

كتب
السبت ، ٠٥ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٩ مساءً
  د.عمر عبد العزيز مما لاجدال فيه بأن شباب الساحات شكلوا الرافعة الكبرى في معادلة التغيير، لكن ما جرى في الساحات استوعب ضمناً وأساساً ما كانت تنادي به وتتمنّاه الشرعية السياسية المُمثّلة في أحزاب اللقاء المشترك، والمكونات التي ترافقت مع أيام المواجهة، وقد كانت الساحات بذاتها روافد مؤكدة لمختلف الألوان السياسية والمجتمعية التوّاقة للتغيير، واستمرار الساحات رهن بتحقيق الأهداف المُعلنة والقابلة للتطبيق، فالمجتع الألفي الفاضل لا يأتي بين عشية وضحاها. كما أن هذه الأهداف يمكنها أن تتغيّر مداً وجزراً، وفق معطيات الحال، ومن هذه الزاوية بالذات أرى أن تتحصّن الساحات بثقافة الأخلاق الأولى التي جعلت منها ملحمة شعبية ناصعة النقاء، وبعيدة عن فعل المنحرفين الشواذ عن القاعدة، وأن تظل مثالاً للنظام والقانون، وأن لا يتم تشويهها لأغراض خبيثة، فالبناء العشوائي، وأسواق تصريف المنتجات، أبعد ما تكون عن نُبل الأهداف والمقاصد التي جعلت من الساحات رمزاً عظيماً لثورة الشعب اليمني ضد الظلم والباطل. أتمنى على شباب الساحات المبادرة بتنقيتها من الشوائب التي تسيء لها، واقصد تحديداً : إزالة ومنع البناء فيها، ومنع التسويق الذي يحيلها إلى “بازارات” رخيصة، ذات أهداف متعارضة مع مقاصدها النبيلة، والشروع في منظومة من أعمال التنظيف الشاملة.. تنطلق منها لتشمل عموم المدن الكبرى. بهذا القدر من القبض على جمرة الحقيقة الأولى ستبقى الساحات معلماً لثورة شعبية ناجزة، وسبباً جوهرياً للإبحار صوب مستقبل واعد. قلت بالأمس إن الساحات لعبت دوراً حاسماً في مسألة التحول، ولكنها في نفس الوقت قابلة لأن تتحوّل.. أي أن هذه الساحات ليست منطقة مقدسة – مع اعتذاري لاستخدام هذا المفهوم- بل منطقة قابلة لأن تتحوّل بالترافق مع معطيات معينة، وأن تأخذ متوالية جديدة قد تكون سلبية.. ولهذا السبب أقول: إن رسالة الساحات وصلتْ، وإن ما جرى على خط التوافق السياسي هو تُرجمان مؤكد للمطالب المشروعة للشباب، وللمواطنين اليمنيين أينما كانوا، ويمكن للساحات أن تكون مشاركة في إطار الحوار الوطني. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي