المؤتمر... هل سيتحول الى حزب؟

كتب
السبت ، ٢٨ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠١:٣١ صباحاً
فيصل الصفواني هناك تيار في المؤتمر الشعبي العام يسعى لإعلان تحالف رسمي بين المؤتمر وتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة والحوثين ومحترفي جريمة السلب والنهب والتقطع خلال المرحلة الانتقالية . والتساؤل الحاضر في أذهان المهتمين حاليا هو هل يمكن للمؤتمر الشعبي العام الفكاك من شخص الرئيس السابق ؟وهل يمكنه استعادة كيانه الحزبي بصفته الاعتبارية ؟ فالواضح  من معطيات الواقع الراهن ان فشل حكومة الوفاق أو محاولة إعاقة رئيس الجمهورية عن اداء مهامه  سيؤديا تلقائيا الى خروج المؤتمر الشعبي من الشراكة في العمل الرسمي وربما خروجه نهائيا من المشهد السياسي عموما ، فالبقاء الرسمي  والحكومي للمؤتمر مرهونا بنجاح مشروع الوفاق باعتباره الصيغة السياسية الوحيدة المتكفلة بوجود  المؤتمر في الوزارات والجهات الحكومية . و نجاح حكومة الوفاق يتوقف على اهلية المؤتمر الشعبي العام للشراكة وقدرته على التحول الى حزب سياسي  والشرط الأخير هوالاهم . لكن المؤشرات المرافقة لاداء المؤتمر الشعبي منذ اعلان حكومة الوفاق الى اليوم تشير الى ان الرئيس السابق مازال يمارس السلطة البابوية في رئاسة المؤتمر مختزلا كيان المؤتمر في شخصه مثلما كان يختزل الدولة في شخصه ، بل ان صالح وابنائه يتعاملون مع كيان المؤتمر وكأنه فرع من فروع مؤسسة الصالح . . فالرئيس السابق فقد مشروعيته الرئاسية والسياسية ولم يعد امامه مصدر لشرعية سياسية سوى رئاسته للمؤتمر الشعبي العام ، الذي يسخره  لتصفية حسابات شخصية واسرية ، لم يتمكن من تصفيتها عبر سلطته الرسمية سابقا . ونحن حاليا لانراهن على ترك صالح لموقعه في رئاسة المؤتمر  وانما الرهان الحقيقي على قدرة المؤتمر على خوض عملية التحول الى حزب وخروجه من مدار الحزب الشخصي والعائلي  الى مدار العمل الوطني . فالمبادرة الخليجية بالياتها التنفيذية وان كانت تعني كل اليمنيين الا ان طرفيها هما المشترك وحلفائه والمؤتمر وحلفائه،ونجاح طرفي المبادرة يستوجب توفر نفس القدر من الندية في القدرة والالتزام بالعمل الموسسي غير المشخصن بينهما. واذا نضرنا بحيادية لكلا الطرفين سنجد ان الاداء السياسي لاحزاب المشترك متقدم الى حد كبير مقارنة  بنضيره المؤتمري،وان عمل المشترك ومواقفه غير مرتبطه بالاشخاص كما هو الحال في المؤتمر . وعليه فان فان فشل الوفاق لن يودي الى فشل المبادرة بقدرما سيعلن فشل المؤتمر في حكومة الوفاق ذاتها ، اما المبادرة فسيتم تنفيذها من قبل المشترك وحلفائه بالشراكة مع المجتمع الإقليمي والدولي . والملاحظ راهنا ان  صالح مازال يوهم قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام ان الوفاق يعني التقاسم الحزبي للوزارات ، في حين ان حقيقة الوفاق تعني  الشراكة السياسية في تنفيذ المبادرة الخليجية وإدارة المرحلة الانتقالية فقط . لكن صالح ومعاونيه يهدفون  من تكريس فكرة التقاسم الى ابقاء المؤتمر قابل للاختزال الشخصي والعائلي  غير اهلا للشراكة السياسية وغير اهلا للعمل الحزبي. لذلك يواجه المؤتمر ممانعة شرسة تعيق تحوله الى حزب من تاريخ اعلان كيانه السياسي ،ولعلنا نتذكر جميعا ان الدكتور أحمد الاصبحي عندما اقترح فكرة تحول المؤتمر الى حزب سياسي حقيقي ، قبل عقد ونيف من الزمن ، تعرض لمحاولة اغتيال  نسبت لمختل عقليا وأفضت إلى إقصائه  من المشهد السياسي الى المنفى. لكن الوضع الان يختلف تماما ولم تعد فكرة تحول المؤتمر الى حزب ، مغامرة قد تفضي الى الموت ، بقدرما أصبحت ضرورة حتمية تقتضيها حتمية البقاء والتأثير في المشهد الرسمي خصوصا و الحياة السياسية عموما . أما في حال بقاء المؤتمر مأسورا  لحسابات صالح ومرتهنا لتصريحات الجندي    وتمثيل البركاني ،عدم قدرة المؤتمريون على انجاز تحولهم الحزبي المطلوب ،فإنهم سيكونون قد وأدوا كيانهم السياسي في مشروع الوفاق الحكومي ومكنوا صالح من القضاء المبرم على مستقبلهم في الحياة السياسية مستقبلا. فكلما يحدث حاليا يؤكد أن صالح ماضيا في إسقاط الحصانة عن نفسه وأفراد أسرته ،كما انه يسعى  لإخراج المؤتمر الشعبي من الحياة السياسية نهائيا . فهل يدرك أعضاء ومؤسسي المؤتمر ما يراد لهم وبهم ؟؟ [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي