برشلوني.. وسأشجع الريال

كتب
الخميس ، ٢٦ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١٢:٢٥ مساءً
بقلم/أحمد غراب
بقلم/ أحمد غراب

 أنا من مشجعي برشلونة، وأحب ميسي كما يحب الهنود المهاتما غاندي، ولكن طالما خرج برشلونة من دوري أبطال أوروبا سأشجع ريال مدريد وعلى رأي المثل: أنا وميسي على كريستيانو وأنا وكريستيانو على بايرن ميونيخ.

وأنا أعتقد في قرارة نفسي أن خسارة البرشا للكلاسيكو وخروجه من نهائي أبطال أوروبا شيء يجعلني أشجع البرشا أكثر من قبل؛ لأن النجاح الذي لا يأتي بعد فشل بلا نكهة ولا لون ولا رائحة تماماً - كما حصل مع ريال مدريد - فقد جاء فوزه بالكلاسيكو بعد خسارات متوالية استمرت مواسم.

أتذكر زمان أن أحد مشجعي ريال مدريد قال لي بالحرف الواحد:”والله لو يلعب ريال مدريد مع عيال الحارة ويفوزوا عليه عشرين صفر أني سأظل أشجع ريال مدريد، ولن أرضى عنه بديلاً”، وغيره الكثير من المشجعين كان شعارهم: “الريال زين ولو اهتزم كل يوم والبرشا شين ولو فاز كل يوم”.

وبالتالي لا تعيرني ولا أعايرك الحظ في كرة القدم، طايلني وطايلك، ولو دامت للبرشا ما وصلت للريال، واللي مش داري يقول: تشلسي، وحكيم البرشا يقول: إذا وقعت يا فصيح لا تصيح، ونحن للأمانة صحنا من أن حظ البرشا مع الريال كان طمطم، جاء الحظ مع تشيلسي أخس والطم، وضربتين في البرشا توجع، لكن مسير البرشا ترجع.

أتذكر قبل سنوات أنني كتبت مقالاً في السياسية عن البرشا، فزعل مني مشجعو الريال، واتصل بي حينها الصديق مأرب الورد - وهو ريالي النشأة والهوى - وقلت له حينها بأني أشجع اللعب الجميل، وأنني لن أتردد لحظة واحدة عن تشجيع الريال عندما يلعبون بشكل رائع، ويا سبحان الله مرت السنوات، وإذا بمأرب الورد يتصل بي ويقول: تتذكر وعدك؟ فقلت: نعم، الريال استحق الفوز ولعب بشكل أفضل مما كان عليه من قبل بدون توتر ولا تشنج، ولذلك أنا سأشجع الريال في دوري أبطال أوروبا، لكني سأظل برشلونياً، وإذا كنت أتمتع بهذه الروح الرياضية لا أقول القبلية فلأنني أحب برشلونة، فلولا لعب برشلونة ما تعرفت على لعب ريال مدريد؛ بدليل أنني لا أعرف شيئاً ولا أحب أن أعرف عن لعب تشيلسي أو بايرن ميونيخ أو بقية الأندية الأوروبية مع احترامي لها ولمشجعيها.

وأنا لست رياضياً متحمساً؛ بدليل أنني لم أشاهد أي مباراة من التي حدثتكم عنها سلفاً؛ لأن الكهرباء مطفية، ولو رحت تتفرج عليها في مطعم أو منتزه ستخرج وأنت مصاب بالغدد، أو بالطرش من الصياح، وإذا أنت مخزن سيتحول القات إلى طماش، ومش بعيد تندلع معركة بالكراسي والماسات.

تسألونني وكيف عرفت أن الريال فاز وأنت لم تشاهد المباراة إلا لاحقاً؟

أقول لكم: عندما لم أسمع صياح الشباب وأصوات هاون السيارات عرفت أن البرشا خسر.

حالياً أنا مركز على تشجيع الريال في أبطال أوروبا، وطالما أنني لن أشوف المباراة فأرجو إذا فاز الريال أن يطلق الرياليون واحد وعشرين طلقة بالمدفعية، وطالما والسلام أمانة لمورينيو والكابتن زكريا الكمالي.

عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي..

اللهم صل وسلم وبارك عليه.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي