تسليم الدولة بالتقسيط

كتب
الاربعاء ، ٢٥ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٠٠ مساءً
بقلم/ احمد عثمان

ماذا لو أن محمد صالح الأحمر امتثل لأمر رئيس الجمهورية وسلم قيادة الجوية لخلفه، فلا يدوم إلا الله، والتشبث بذيول الريح ليس أكثر من جنون وفقدان للصواب والتوفيق.

 الآن هناك فرق بين محمد علي محسن الأحمر، قائد المنطقة الشرقية، ومحمد صالح الأحمر، أولاد العمومة.. والفارق ليس في الانضمام للثورة وإنما في الـ 19 يوماً تمرد، على الأقل من سلم راضياً سيجد ضميره مرتاحاً وسيكتب مذكراته بدون لعثمة وهو مرفوع الرأس، لأنه طأطأ رأسه لوطنه يوماً.

 19 يوماً تم فيها إفراغ مخازن الأسلحة وسحبها بحماية الحرس الجمهوري الشريك والمحرض للتمرد، نهب أسلحة دولة إلى قرى ومخازن سنحان، أمر يهدد الأمن القومي وجهاز الأمن القومي مازال في حوزة التمرد، كيف يدير رئيس جمهورية الدولة وجهاز الأمن والمعلومات والبلاوي بيد خصوم الدولة ؟ .. لم يكن لمحمد الأحمر أن يتمرد ولا رغبة لديه.. باعتقادي التمرد الآن يمثل منظومة عائلية بقيادة الحرس الجمهوري الذي عليه أن يسلم اللواء الثالث والحرس الخاص إلى القادة المعينين بدلاً عن طارق صالح ومعياد فوراً.. ولا ندري لماذا تم تجاهل تسليم اللواء الثالث حرس والحرس الخاص مع أنه لا يقل أهمية عن الجوية إن لم يكن أهم.. وقرارات الإبعاد تمت مع قرار إبعاد قائد الجوية.. نوع من محاولة إنهاك الرئيس ليسلم بالأمر الواقع وهذا لن يتم، لأن هيبة وسيادة الدولة لا تقبل التجزئة؟!... هذه الأسلحة الثقيلة والخطيرة التي نهبت لا يمكن أن يسكت عنها فهي ملك للجيش اليمني، كما يشكل نهبها تهديداً حقيقياً وقد تجد طريقها إلى أيدي الجماعات الإرهابية مثلها مثل الدبابات والصواريخ في أبين.. والحقيقة أن تمرد الأحمر لم ينته إلا بتسليم هذه الأسلحة وإعادتها إلى سلاح الجوية.. صحيح أن تسليم القيادة الجوية إلى القائد الجديد منجز لصالح اليمن، لكن الأمر لم ينته بعد، فالأسلحة المهربة جزء مهم لا يتجزأ من عملية التسليم وإعادتها ترتبط بشرف الجوية والجيش عموماً.

والخلاصة أن المصلحة تقتضي إصدار الرئيس قرارات إبعاد جميع القادة العسكريين الذي يمثلون عائقاً لبناء اليمن الجديد دفعة واحدة قبل أن يسافر بن عمر ونخوض معركة تسليم واحدة، بدلاً عن هذا التقسيط المدمر للدولة والجيش وقبل أن تهرب ما تبقى من الأسلحة، ولكي يتفرغ اليمنيون للحوار وبناء اليمن الجديد بدون صداع وبعيداً عن البندقية الموجهة الى رأس الوطن. الجمهورية

[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي