الدولة الحلم المؤجل

كتب
الثلاثاء ، ٢٤ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٤ صباحاً

أحمد الضحياني

الدولة ذلك السراب الذي كلما جئناه لم نجده شيئا وجدنا الحروب تشتعل ..يتقاتل اليمنيون وهم لا يعلمون لماذا لا يتقاتلون ..وجدنا الازمات تفتعل واحدة تلو اخرى..الدولة ذلك الحلم الذي تبدد وانزوى الى اسرة الى فرد يامر وينهي ..فاصبحنا افق مهاجر للفقر والبطالة .

وبقدر ما كانتاللحظة السبتمبرية والاكتوبرية احداث تاريخية لطي نظام حكم كهنوتي في الشمال ومستعمر اجنبي محتل في الجنوب..كانت اللحظتين خطوة متقدمة في سبيل البحث عن الدولة اومشروع الدولة..

ويمكن القول ان ثوار اللحظتين كانا يكنا لليمن كل الحب والاخلاص..لكن كان ينقصهما مشروع حكم يتبلور.زوظل حلم (الدولة الوطنية )مرهون باشخاص تحكم وتسيطر بمناىء عن دولة المشروع اومشروع الدولة..فاصبحت الارادة السياسية بعيدة كل البعد عن ارادة ايجاد دولة ..

وبدلا ان يتمثل الناس للقيم المدنية التي يجب ان تنبثق من مشروع الدولة..ويرتبطون بمؤسساتها،صاروا يتمثلون قيم وانتماءات ما قبل الدولة،عدالة القبيلة وكهنوت العادات والتقليد ..

والذي كان المعول عليه ان يجد سلطة الدولة اصبح يخضع ويتماشى مع قانون القبيلة..الدولة لم نرى لها وجود في الحكم السابق،لم نلمس ان هناك كيان يعمل لاطعامنا من جوع وتأميننا من خوف،بقدر ما كان هو نفسه يصنع الغاز لتأجيل الدولةوهو الخوف الذي داهمنا وداهم حياتنا ونحن لا نعلم..قصة مضحكة ومحزنة في الوقت نفسه ،ان نظل ما يقارب نصف قرن  نبحث عن(الدولة)ذلك الحلم الميئوس منه..نماذج حكم تعاقبت علينا قالت انها تعمل على ان نكون..فلم نكون؟استحوذت وتملكت كل ما وصل اليها ،اجهزت على تراكمات الامس..

ادعوا الوطنية ,فدفع الوطن ثمن خلافاتهم السياسية..دفع الوطن ثمن شهوة السيطرة والاستحواذلديهم جهل،امية،فقر بطالة..الخ ندفع ثمن ثقتنا العمياء لمن لا يعرف،لمن استئمناه على وطن ليبني لنا دولة فصادرها،ليحافظ على ثرواتنا فنهبها..

نماذج سيئة  كانت كفيلة ان تصنع سوء ظن بمن سياتي بعدها . لكن قد نجد مفارقات كبيرة حينما تعلم ان هناك اشخاص بمفردهم اسسوا دول ,كالمهاتما غاندي الذي وضع الاساس السلمي والتسامح الديني والسياسي للدولة والشعب الهندي ..متجاوز التعدد والتنوع الديني والطائفي والعرقي ..لتعيش كلها تحت التسامح ومظلة الدولة..وعليه اصبحت الخند اليوم من نمور آسيا,وعلى مشارف صناعة التحول  في النظام العالمي..

كذلك(مهاتير محمد)مؤسس الدول العصرية والذي انقذ ماليزيا من الانهيار..وهي اليوم من رواد التكنولوجيا العالمية..عمر هذه النماذج التي ذكرناها اقل من عمر اليمن في سبيل البحث عن(0الدولة)اشخاص كانت لديهم بصمات واضحة في بناء الدول ونقلها الى مربع التنافس العالمي ..وهذا ما يجعلني اصف النماذج التي تعاقبت  على حكم اليمن انها سيئة وجاهلة وبلا رؤيةوارادة بناء دولة وبقدر ما كنا ضحية لجهلها..كنا ضحية لمشاريعها النابعة من اهوائها الذاتية..

وباستحضاري تلك النماذج المشرقة في تاسيس الدول ..أووكد اننا قادرون على بناء دولة مادام نملك العزم والارادة والرؤية لما ستكون عليه دولتنا القادمة..ومهمة الرئيس عبدربه هو استعادة تراكم بقايا الدولة.زوحل كافة الاوضاع المشكلال التي تقف امام بناء الدولة..فان نحن خسرنا هذه اللحظة التاريخية فتلك كارثة على اليمن..ولكن يمكن القول  اليمنيون اليوم على اعتاب مرحلة جديدة..ويجب ان يدركوا ماذا يريدون؟فالى القيادات العسكرية والامنيةهل تدركون ماذا نريد؟نريد دولة ..وال كل الشرائح الاجتماعية التي ستشارك في الحوار الوطني ..

اتدركون ماذا نريد ؟ نريد دولة ,وكل ادراك وفعل لا يصب نحو ذلك فهو هراء..

فالثورة كانت اخر تقاليعنا لنبدا الذي نريده..والوطن  هويتنا ..شاطئنا الذي نرسوا عليه..في اليمن نور لا يخبوا ..وامل لاتنطفىء جذوته ..فما الذي يمكن ان نختلف عليه؟

الحجر الصحفي في زمن الحوثي