مصر في حلم ولا في علم ؟

كتب
الجمعة ، ٢٥ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٨ مساءً
فتحي أبو النصر نعم.. مصر في حلم ولا في علم؟ غالب الظن أنني أغبط المصريين جداً. فيما يقطعون مرحلة الفترة الانتقالية بإنجازهم هذه اللحظة الفارقة التي لم يخلق مثلها في البلاد خلال تاريخهم المعاصر منذ أكثر من 60 عاماً على ثورتهم العظيمة الأولى، والتي شابتها عديد إخفاقات، لاشك انعكست على مراحلها اللاحقة تماماً مثل ما أفرزته كل الثورات العربية الشبيهة حينها.. فقط لو كان مرشحو الثورة الجديدة اتحدوا لتجاوز الخيبات التي لاتزال ممكنة نتيجة ما خلفه الافتقاد لتراكم موضوعي في أكثر من مرحلة وعلى أكثر من صعيد داخل وعي وأفكار المجتمع والدولة. لكنها مصر التي تلهمنا - بغض النظر عن النتائج الانتخابية - معجزة التحول الكبير في جوهره خصوصاً من ناحية ما تحمله قيم الممارسة أمام الصندوق من مضامين مختلفة بدلالات واسعة جداً “بغض النظر أيضاً لو لم ينضج هذا التحول الشاق كما ينبغي مثلاً”. فبدلاً من أن [يتجمع العشاق في سجن القلعة] آن للعشاق التجمع في حرية تحديد مستقبلهم نحو إرادة ترسيخ النضال المديني بكل ما صاروا يحملونه من حساسية نوعية وتنويرية حول مفاهيم المواطنة والدمقرطة والنقد الوطني ومراجعات ترسبات الماضي المعقد والتصويبات والمكاشفات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية المفروضة، وصولاًً إلى تجاوز تحديات الظروف هنا وهناك بحيوية إرادة شعوب حالمة لازالت تستبسل في الحفاظ على حلمها الثوري حتى صارت تعرف غايتها جيداً، رغم كل ما يحاول مناهضة هذه الغاية وهي تعيد موضعة الأفق الجمعي الحلمي في مكانه اللائق داخل قلوبنا فقط. قلوب المشاغل والهموم المتجددة من أجل التعايش والكرامة والحقوق والعدالة والمدنية والتقدم و”السعادة الوطنية” أولاً وأخيراً.. *** كانت مصر خلال اليومين الماضيين تكتشف نفسها كما وقفت أمام مرآتها بلا أي رتوش ثلاثة أرباع قلبي مع حمدين والربع الباقي في مسألة الإعادة مع عبدالمنعم تقديري واحترامي الخاص لكل من خالد علي في المقام الأول وهشام البسطاويسي وأبو العز الحريري ومثلهم محمد سليم العوا ذلك أنهم رغم تاريخهم المحترم ونوعية برامجهم في جوانب عديدة لم يتوفقوا في المنافسة بينما كان على الإخوان أن يصدقوا في وعدهم بعدم الترشح ثم إن احتكار كل السلطة علة العلل بالتأكيد فقط .. لعنتي كلها على الفلول مع أن موسى وهو يبدو داخلاً في المسألة الفلولية جداً يحاول جاهداً بالمقابل أن يبدو خارجاً منها.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي