تعز.. أيقونة الوحدة وحاضرة الوطن

كتب
الاربعاء ، ٢٣ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٣٣ مساءً
  عماد السقاف عاشت تعز ـ حاضرة المدن اليمنية، ونواة الوحدة ـ محطات تاريخية هامة ساهمت في صياغة مستقبل الوطن، وجسدت معاني الانتماء والولاء، وتبددت في حنايا جغرافيتها النقية كل مساوئ التشطير والفرقة، بتضحيات أبنائها الذين هبُُّوا فرادى ومجتمعين، بقلوب تعشق الحياة بكرامة، للتخلص من ظلم الإمامة وهمجية المستعمر، وناضلوا في سبيل التغيير والحرية، وسقوا بدمائهم الطاهرة رحلة البحث عن وطن موحد اسمه اليمن. ها هو الوطن ـ قبلة العشاق، ومهبط التاريخ والحضارة ـ يعيش أفراح وحدته من جديد، وقد رسم ابتسامة خالدة على جبينه، مستعيداً تلك الروح الوحدوية التي لملمت شتات الأسرة اليمنية صبيحة الــ22 من مايو المجيد، يوم استعاد اليمنيون تاريخهم وكبرياءهم وجغرافيتهم الواسعة، ليغدو اليمن وطناً واحداً بأرضه وإنسانه، لا يقبل القسمة على اثنين. تحتفي تعز بهذا اليوم الخالد، والحدث الهام، والعرس الوحدوي العظيم، بأسلوبها وطريقتها الخاصة، فشأنها أنها تمثل الوحدة بكل تجلياتها، بفضل التنوع البشري الذي يسكنها من مختلف أرجاء الوطن، وصياغتها مجمل الأحداث العظيمة في تاريخ اليمن الحديث، بالإضافة إلى كونها مدينة سياحية تمتاز عن غيرها بتاريخها وآثارها الخالدة المتنوعة بين قلاع وحصون ذات فنون معمارية بديعة تشهد بمرور عدد من الدول التي حطّت رحالها عليها لفترات زمنية متلاحقة، وجولة واحدة في المدينة القديمة بمقدورها استلهام تاريخ دول مضت، وبقت أنفاسها عبقة بمشاهد ثرية بالعظمة، ويكفي أن نرى منارتي المظفر والأشرفية اللتين تنتصبان عاليتين بنقوشهما وجمالهما، كشاهدين على أمجاد الدولة الرسولية التي اتخذت من تعز عاصمة لها.. كما تمتلك مدينة النجوم “تعز“ مقومات سياحية أخرى تتعلق بمناخها المعتدل، وطبيعة أرضها، وجبالها الساهرة، التي تحرس غفوتها، وتحمي خصوصيتها من الانكشاف.. وفوق كل هذا تبرز الخصوصية الأهم، متمثلة في إنسانها المثقف والودود الذي يعد إحدى ركائز التنمية، وأهم مقومات جذب فرص الاستثمار والتنمية المتوقعة في مجالات مختلفة. تعز ـ التي احتضنت الفرقاء، واتفاقيات الوحدة، وتَوَحَّدَ شبابها في كل ساحات الحرية والتغيير بأنحاء الوطن، من أجل صنع حاضر أجمل ومستقبل واعد بالإنجازات ـ تفتح ذراعيها مجدداً لاحتضان جميع الفرقاء في المرحلة الحالية، لإجراء حوار صادق، يضع مصلحة البلد وشعبه في المقدمة، بعيداً عن رهانات المكاسب، وانتزاع الحقوق بقوة القانون، وسيادة الوحدة، لا بالفوضى، وإذكاء النعرات الطائفية والمذهبية، ودعوات تمزيق لُُحمة الأسرة اليمنية الواحدة، لأن ذلك سيزيد من بشاعة الواقع في كل المجالات، وسيخلق أجيالاً بلا مستقبل أو هوية. أثبت شباب تعز بمسيراتهم المتلاحقة، بدءاً من “مسيرة الحياة“ وليس انتهاء“بمسيرة المخا“ أن ثورتهم ليست ثورة انتقام، كما تركوا السلاح جانباً، بعد أن شعروا بفضاءات الأمن والاستقرار في المرحلة الراهنة، التي ساهم في تحقيقها على الأرض محافظ قادم بكفاءة عالية لوضع لَبَناتٍ جديدة لتعز أكثر أماناً واستقراراً وتنمية، ولتحقيق هذا الهدف فإن كل أبناء تعز مطالبون بالمساهمة في إحداث النقلة النوعية الحديثة المرجوة لمدينتهم، ولن تكتمل الصورة الناصعة لتعز إن لم تتوافق تلك التطلعات مع توجهات الرئيس هادي لإعطاء تعز حقها من الاهتمام الجدي والمنصف، لاعتبارات كثيرة أولها أنها حاضنة الثورة وأيقونة الوحدة وحاضرة اليمن إنساناً وأرضاً.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي