ضعوا حداً للإنفلات الأمني في تعز !!

كتب
الاثنين ، ١٦ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠١:٥٩ صباحاً
محمد سعيد الشرعبي
يحز في نفسي تكريس المكائن الإعلامية للأطراف الناقمة من الثورة صورة ذهنية مقيتة عن ابناء شرعب في تعز واختزالهم بهيئة مسلح دموي قادم من الريف بكل توحشه لينقض على المدينة وأهلها،مستغلين عدد من الحوادث المؤسفة التي شهدتها المدينة الاسابيع الماضية ،يتهم مسلحين من شرعب بالقيام بها ،وبالتالي ينطلق نافخي الكير القروي المعجون بالكيد السياسي في حملاتهم استبدلت تهمها لأطراف سياسية وقوى اجتماعية مؤيدة للثورة بوصم هذا العار بجهة جغرافية دون اكتراث بتبعات تكريس وتعميم هذه الصورة النمطية دون استثناء ..
احس بفداحة التحامل غير المبرر والتعميم المستفز على مديريات شرعب الذ يصور شرعب "بندقية" فاغرة تلتهم الأرواح والمضحك بكاء البعض على اطلال تعز وكأنها كانت "مرسيليا" قبل الثورة ، كانت الأوضاع الأمنية _حينها _منفلتة لكن ليس بهذا المستوى المخيف الذي تعيشه المدينة في هذه الايام ...
الآن ولكي لا تسير القضية عن اللاعودة للأمن والإستقرار ،ينبغي توحيد الجهود للإخراج المحافظة من مستنقع الإنفلات الأمني ،فالمشهد بات مخيفا ويضع حياة السكان في خطر ،ولو وجدت نخبة سياسية واجتماعية في المحافظة لما وصلت الأمور الى هذا الحد المفزع ،ولن تجد المكائن الإعلامية للثورة المضادة وثوار " لا تشلوني و لا تطرحوني " سببا مقنعا لترديد اراجيفهم بالحق والباطل وجلها تصب في معركة النيل من الثورة ومكوناتها بهدف تلطيخ الصورة الذهنية الجميلة للثورة السلمية في تعز ،وابناء شرعب بالتحديد على ذمة مشاركته في مواجهة قوات النظام البائد ...
وبشاعة التعميم في افساد القضايا التي خرجنا لوضع حدا لها تتجلى في ،فالمخلوع صالح ونظامه المتحلل خطط لهذا المصير المفزع ،ويخطىء البعض في حملاتهم الهوجاء تحميل شرعب فقط وزر كارثة الإنفلات الأمني بمدينة تعز ،على الرغم معرفتنا بأن "مسلحي انصار الثورة " من كافة مديريات المحافظة وليس من مديرتي شرعب "السلام،الرونه " ،علاوة على ذلك ،تعج المدينة بمئات من مسلحي يتبعون شخصيات نافذة موالية للنظام السابق وهم من يقدمون على ممارسات مخلة بالأمن ويرتكبون جرائم تهدد حياة المواطنين ،وهذا ما تؤكده عدد من التقارير الأمنية و الحقوقية الميدانية ...
لهذا اتمنى أن يتم معالجة الظاهرة بعيداً عن التحامل السياسي او التحايل من مسؤوليتنا جميعا في مواجهة هذه الظاهرة المقرفة في مدينتنا العصية عن البلطجة و العسكره وما يصاحبها من فوضى تخريبية لجمال المدينة التي نحب ونريد أن نعيش فيها ،ومن المؤسف أن تعيش مدينتنا هذه الأيام تحت رحمة البنادق وسطوة العصابات المنفلتة في ظل غياب الدولة وأجهزتها الأمنية ...
وكلنا يعلم ضلوع النظام السابق في جريمة تغذية مئات من المسلحين يتبعون لنافذين وضباط ويعملون منذ بدايات انطلاق الثورة بداية العام الفائت بهدف الإخلال بالأمن بدرجة اساسية وما تسببت فيه التغذية لظاهرة حمل السلام بالمدينة ،وكنتيجة طبيعة لغياب سلطة الدولة ،انتشرت الظاهرة وتكاثر المسلحين بشكل مخيف وبدأت تتوالى جرائم ترويع السكان واستهداف ممتلكاتهم الخاصة والعامة ،وفقا لمخطط قذر ساري المفعول حد اللحظة ..
بلا شك ،فالمشكلة الآن صارت امنية بأمتياز كون اسباب اي تواجد مسلح لأي طرف على حساب هيبة الدولة ،يفترض حزم الدولة وأجهزتها الأمنية غير القامعة للحريات ،وأي غياب لهذا الدور الأمني في خدمة المجتمع ،ستزيد الحوادث وتتسع حالة الإنفلات الأمني بعدها سيكون ثمن اعادة الإستقرار باهظا وعلى اية حال ،يجب أن يتحد ابناء تعز لمواجهة هذا التداعي الأمني المخيف ،ولو وجدت ارادة حازمة تضرب بيد من حديد اي تواجد لأي عصابات مسلحة وارتفاع مخلة بالأمن دون استثناء او مجاملة لأي طرف ...ولكي لا تنزلق الأوضاع الى مرحلة الإقتتال العبثي بين المسلحين انفسهم او بين المسلحين والمتضررين من الإنفلات الأمني في اي لحظة في ظل توفر اسباب هذا الاقتتال التي تؤججه تبعات التغيير في المحافظة والبلاد بشكل عام ...
وهناك حوادث وممارسات مخلة يتهم فيها "انصار الثورة " ،وهذا فعلا مرفوض ومشين بحق الثورة السلمية التي يجب انصارها افرادا وجماعات قدوة طيبة وليس نسخة كربونية من بلاطجة النظام السابق ،كما يصورهم البعض في وسائل الإعلام ،ومهما كانت اي حوادث صغيرة او كبيرة ،فأي فعل مشين ومخل برسالة الثورة السلمية وصورتها في اذهان الناس،سيمثل استمرار تلك الممارسات لعنة تلطخ تأريخ اصحابها ... فالتأريخ لن يرحم بلطجي ولا يجامل ثوري !!
لن ازيد الطين بله ، بالتحامل على "انصار الثورة " اكثر ،فالوضع يقتضتي منا معالجة المشكلة بعقلانية،لذا اتمنى من "انصار الثورة " أن يفكروا جديا بالتهم التي تطالهم ،وادعوا قادتهم الى مباشرة ازالة اسباب تلك الممارسات من قبل بعض المسلحين المحسوبين على الثورة التي تجلب عليهم تهما في حوادث مختلفة ،واعتقد أنهم حريصين على أمن المحافظة اكثر من غيرهم ،كما يفترض بهم تحديد موقفا جاداً من الانفلات الأمني بشكل عام ،وهذا ما لمسناه في تصريحات صحفية وتحركات اجتماعية يجب ان تتحول الى واقع عملي ..
من مصلحة "انصار الثورة " الاستجابة العملية لدعوات وحملات رفع المظاهر المسلحة من المدينة لو وجدت ،بدلا من مجاراة بقايا النظام في مخططهم الانتقامي الذي يستهدف المحافظة حد قولهم ،كون البحث عن تبريرات لأي تواجد لهم بالمدينة يفتح شهية الطرف الأخر للانتقام واستهداف الناس وتحميل الثورة افعال وممارسات " بلاطجة " النظام السابق ،وعوضا عن النفي المتواصل ،بات من مصلحة الثورة خروج "انصارها " من المدينة ،لكي يدرك ابناء المحافظة من يقف وراء معظم الحوادث المشينة والدخيلة على مدينة تعز والتي تتنافى مع اخلاق ابناء المحافظة ...
الآن صار لزاما على كافة الأطراف السياسية والقبلية في المحافظة التوحد لمواجهة مسلسل العبث بحياة وممتلكات المواطنين ،ويساعدوا الدولة في اعادة بسط سيطرتها على الوضع ،لكي يتسنى لأجهزة الأمن وضع حداً للإنفلات الأمني المستفحل بالمحافظة والمدينة على وجه التحديد ، وتهرب من قبل اي طرف من مسؤوليته الأخلاقية من هذا الوضع المخيف،او التسويف في وقف اي ممارسة مخلة بالأمن والإستقرار ،تعد انتكاسة سياسية لمن يتمرد من قبل اي طرف يتمرد عن التزاماته امام ابناء المحافظة ....
وفي نهاية الأمر ،يجب على قيادة المجلس المحلي بقيادة المحافظ شوقي أحمد هائل وإدارة الأمن التنسيق مع كافة الأطراف لوضع حداً للإنفلات الأمني بالمحافظة ،ومنا الضروري إلزام كل طرف بتقديم مصلحة ابناء المحافظة بالأمن والإستقرار على خلافاتهم ومصالحهم الآنية ،كي تسنى للعقلاء اخراج محافظتنا المغدورة من هذا المستنقع ، ومن تسول له نفسه بتأجيج الوضع لأهداف شخصية او سياسية ،يجب كشف حقيقته للرأي العام ،كما يفترض بإدارة ترتيب اوضاع لإعادة الإستقرار الى المحافظة لكي لا تحل على تعز لعنة الاقتتال القروي المقيت
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي