لجنة وزراية للحوار مع شباب الثورة او مع مكونات بعينها !!

كتب
الجمعة ، ١٣ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠١:١٠ صباحاً
بقلم / محمد سعيد الشرعبي
بقلم / محمد سعيد الشرعبي

وأخيراً ،أقر مجلس الوزراء اليوم الخميس تشكيل لجنة وزارية مكونة من عشرة وزراء برئاسة وزير حقوق الإنسان بإجراء حوارات تمهيدية مع شباب الثورة في ساحات التغيير والحرية ، في إطار التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سنعقد خلال الأشهر القادمة ..

وإن تأخر هذا القرار كثيراً،نتمنى من اللجنة الوزارية برئاسة حورية مشهور ان تكون اللجنة على قدر من المسؤولية الوطنية في حواراتها التمهيدية مع شباب الثورة في كافة ساحات الحرية والتغيير وبلا استثناء او اقصاء لأي مكون ثوري ،كما يفترض بمكونات الثورة الشبابية أن يسارعوا في صياغة رؤية شبابية موحدة تمثل خيرات وتطلعات كافة مكونات الثورة وبلا استثناء او تهميش لأي طرف كان ،قبل الدخول بأي حوار مع اللجنة الوزارية ...

وبلا شك ،فأن اللجنة الوزارية المكونه من سته من وزراء المشترك وحلفائه " حورية مشهور، جوهرة حمود عبدالسلام رزاز ،حسن شرف الدين،واعد باذيب ،د. محمد المخلافي" وأربعة من وزراء المؤتمر وشركائه "نبيل شمســان ،د.يحيى الشعيبي ، معمر الارياني ،شائف عزي صغير" ، لديها برنامج سياسي هدف الحوار مع الشباب قبل الدخول في الحوار الوطني ،لكن ما هي أولويات اللجنة والقضايا التي ستناقشها مع الشباب ؟ وما هي الآليات والمعايير التي ستيم من خلالها اختيار ممثلي الشباب ؟ وهل ستشمل مختلف مكونات الثورة ؟

أخشى أن تؤدي اللجنة دوراً صورياُ في حوار شكلي مع قوائم شبابية متفق عليها سلفاً بين الأطراف السياسية التقليدية ،وقد يتجسد المهزلة في تمثل مكونات ثورية بعينها تعتبر نفسها الممثل الوحيد لشباب الثورة على حساب بقية مكونات الثورة الشبابية التي يفترض أن يستهدفها الحوار ويصل صوتها وممثليها الى مؤتمر الحوار الوطني ...

من مصلحة حكومة الوفاق ألا تتجاوز الواقع الثوري المتعدد الأطياف والتوجهات داخل الساحات،ومن واجبها الحرص على الخروج بتشكيلة شبابية تعبر عن كافة قوى ومكونات الثورة بهدف التوصل الى تمثيل عادل لا يشوبه استئثار أو محاصصة من اي نوع لكي يتمخض الحوار المرتقب بين اللجنة الوزارية والشباب عن رؤية شبابية موحدة بصفتهم الرقم الأصعب في معادلة اي حوار وطني جاد ،اما اذا كان الحوار تكراراً لما سبقها من حوارات بأسم الشباب ،فأعتقد بأنه لا جدوى من اللجنة ولن تزيد المشهد الثوري سوء مزيد من التعقيد والاختلاف داخل الساحات ..

وفي المقابل أتمنى من القوى والتكتلات السياسية والإجتماعية في ساحات الحرية والتغيير أن تفسح المجال وتساعد كافة المكونات على الانخراط في أي حوار مرتقب مع اللجنة الوزارية او مشاركتهم في الحوار الوطني ،ولو كان الهدف الرئيس من اللجنة الوزارية هو فض الساحات بعد التوصل الى اتفاق ما مع الشباب او مدروس ومتوافق عليه سلفا ،فأن اللجنة وما ستسفر لقاءاتها مع الشباب ،سيرتد سلبا على اي ترتيب سياسي يخص احتواء الشباب في المشهد السياسي القادم ..

لن استبق هذه اللجنة وما يعتقد أن تؤديه من دور سياسي تجاه شباب الثورة ،لكن المعطيات التشاؤمية كثيرة ،ومن حقنا كشباب أن نسارع في صياغة قائمة اولويات موحدة تنسجم مع اهداف الثورة السلمية التي اشعلناها في البلاد ولم تنتهي بعد ،كما أتمنى أن يكون هدف الشباب الآن وفي هذه اللحظات الفارقة في تأريخ البلد أن يمثلوا تطلعات الثوار بمختلف توجهاتهم بعيداً عن الرؤى الأحادية والتعبيرات الإقصائية التي تهدد وحدة الصف الثوري ...

وفي الأخير أتمنى من اللجنة الوزارية برئاسة وزير حقوق الإنسان حورية مشهور الدخول في حوار جاد مع شباب الثوره في كل الساحات ،وأن تضع اللجنة بعين اعتبارها رأي الشباب المعبر عن التوجهات الوطنية لمكونات الثورة بعيدا عن توجهات وحسابات اطراف الوفاق الإنتقالي القائم في البلاد ،كما اتمنى أن تجري عملية الحوار هذه بطريقة سلسة وتثمر عن رؤية شبابية جامعة ...

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي