الأمريكان يدركون قيمة محسن أكثر منا!

كتب
الجمعة ، ١٣ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١٢:٣٦ صباحاً
بقلم/ نسيم حمود

-   قد يرحل علي محسن قريباً، وقد يكون هو الثمن لذهاب الأولاد, لكن ذلك لن يكون فعلاً ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية كما يعتقد معظم المراقبين.

-   الشائع فعلاً في اليمن أن كثيراً من الصحفيين المدعين لليبرالية قد حاولوا ومازالوا ابتزاز اللواء علي محسن الأحمر، إما بشتمه أو بمدحه بطريقة فجة، كما أن البعض كان يريد من محسن بعض الأراضي التي أشيع أنه يوزعها وهو كلام يدعو للسخرية فعلاً من عقولهم المكيافيلية.

-   وحاول البعض منهم التقرب لأبناء صالح والحصول على الهدايا والعطايا منهم عبر التركيز على أخطاء وإشاعات ليس أغلبها صحيح وعن ضرر وجود علي محسن في الثورة.

-   والبعض أخذ من إيران الكثير من الهدايا والسفريات والدعم لإنشاء مواقع وصحف وربما الحصول على وعود الاحتواء في قنوات فضائية والثمن بسيط (كن ثورياً ولكن ضد علي محسن).

-   هذا الشخص رغم ما يثار ضده إعلامياً داخل اليمن لكنه في الخارج يمتلك حضوراً غير بسيط، ففي آخر لقاء لبعض شباب الثورة مع السفير البريطاني كما حدثني أحدهم فإن الدبلوماسية البريطانية وهي قريبة جداً من السياسة الأمريكية تعتقد أن علي محسن هو أدهى وأقوى السياسيين في اليمن.

-   علي محسن رغم الضربات التي تلقاها من صالح قبل الثورة لكنه كان مذهلاً حين استطاع إقناع العديد من وزراء صالح ومقربيه ودبلوماسيين ومسؤولين آخرين في الجيش والمؤسسات الحكومية بالإنضمام للثورة.

-   علي محسن يمتلك حضوراً غير عادي في المشهد السياسي الجنوبي رغم الحديث الإعلامي المتهم له في الجنوب وهو صخب لايجد له سنداً شعبياً.

-   تصريحات علي محسن المتوالية والمستبقة لكل الأحداث وتواصله المرن والواعي مع أطراف الرعاية الدولية للمبادرة الخليجية يجعله رجل دولة من الطراز الأول.

-   يعرف الأمريكان أن مايشاع عن علي محسن فوبيا ينشرها الإعلام الموالي لصالح، بعد أن استطاع أن يثبت للأمريكان أنه قابل لكل الخيارات التي توصل البلد لحل يفضي لرحيل صالح ولو كان على حسابه الشخصي.

-   ويدرك الأمريكان أنه شخص عسكري أكثر قدرة وحنكة من قيادات الحرس والقوات الخاصة والأمن القومي، وأنه قد استطاع استنزاف هذه القوات التي رعتها أمريكا في خطوات متوالية وتلقى صدماتها المتوالية وسلبها قدراتها الهجومية والدفاعية وعطلها عن العمل بشكل يسمح لها بشن حرب خاطفة.

-   كما يفهم الأمريكان أن محسن هو رجل التوازنات فعلاً لا صالح..فبينما كان صالح يستخدم الجميع كان يرمي بهم عند قضاء حاجته، فيما يعمل علي محسن على أن يشركهم في القرارات الخاصة بهم، ويحافظ على مسافة الولاء بينه وبينهم دون الإخلال بهيبته.

-   واستوعب الأمريكان والسعوديون أنه لولا محسن لحاصرتهم إيران من خاصرتهم الجنوبية على حدود السعودية وميدي وهو عمل يخدم اليمن ولا مانع أن يكون مانعاً للإضرار بمصالح هاتين الدولتين، فالسياسة مصالح وتوازنات، ولذلك يتم التركيز على مهاجمته في الإعلام الموالي لإيران.

-   كما أن محسن أدى دوراً كبيراً في إقناع القبائل الجنوبية في أبين وشبوة لمحاربة القاعدة حين كان صالح يسلم مناطقهم لها وما يحدث في أبين وحدث سابقاً من وجود لجان شعبية تحارب القاعدة يعلم الأمريكان أن علي محسن له دور كبير في ذلك ولازال.

-   ومن أفضل ميزات محسن التي تؤهله للعب دور قادم قدرته على احتواء متشددي التيارات السلفية بما فيهم حتى داخل حزب الإصلاح، ويستطيع أن يلعب الرجل بعلاقاته الغير عادية مع الإسلاميين بتنوعهم دوراً كبيراً في تحسين علاقة الأمريكان بهؤلاء ودوراً مهماً للحوار مع الغرب وإستمرار العملية السياسية واستقرارها، خاصة أن عبدربه منصور نفسه مقتنع أن محسن سيكون داعماً قوياً بكل رجالاته في الدولة دون أطماع للتوريث،بينما أحمد ويحيى فلا أمان لمن كانا يحلمان باقتراب الرئاسة منهما.

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي