هدى السعودية ودماج اليمنية

كتب
الاثنين ، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٥:١٦ صباحاً

 

انشغل بعض الإعلاميين اليمنيين والسعوديين هذه الأيام بقضية هدى وعرفات وأخذت حيزاً واسعاً من شغل الجمهور في البلدين وكأنها هي القضية التي تؤرق الشعبين مع أنها ليست بهذا الحجم ولا تستحق هذا الاهتمام ولكن اتباع الهوى هو المسيطر على الفريقين إلا ما رحم ربي. 

واني لأعجب أن بعض من انشغل بها لم يكتب حرفاً عن عشرات الآلاف من المغتربين الذين رحلوا من بلاد الحرمين أو عن قضية حصار دماج في صعدة والذي مضى عليه أكثر من شهر وقد قتل رجالها ونساؤها وأطفالها وتهدم مساجدها ومنازلها على قاطنيها وما قد ينتج عن ذلك من حرب طائفية لا تبقي ولا تذر- لا قدر الله-، ولكنهم جعلوا من قضية هدى وعرفات قضية العصر ،مع أنها ليست بطولة لعرفات أو تحرر لهدى، ولا سحر وشعوذة كما يصورها الطرف الأخر. 

القضية أن فتاة أُعجبت بشخص كانت تستطيع أن تذهب إلى المحكمة وتعرض الأمر على القاضي والقاضي يطلب ولي أمرها, فإن وجد الرجل كفء زوَّجها وان رفض ولي الأمر عقد بها القاضي وحلت المشكلة والأصل أن الإنسان يأتمر بأمر الله القائل" وإذا قلتم فاعدلوا".. فهل من العدل أن نشجع هدى وعرفات على أن فعلهما صحيح وانهما على حق؛ فمن قال نعم.. نقول له هل ترضا ذلك لنفسك أن تفر واحدة: أختك أو بنتك أو قريبة لك مع شخص إلى مكان ما بحجة أنها تريد أن تتزوجه؟.. لا أظن أن أحداً يقبل بذلك وما دام لا يقبل به لنفسه, فلن يقبله لغيره وهذا هو العدل وبالتأكيد وللأسف ستجد من أصحاب المنظمات الغربية(شقات الغرب)من سيجعلونها وجبة دسمة ومدخلاً لتحطيم القيم والأخلاق المجتمعية ويشجعون هكذا تصرف ويعلنون النصرة للشابين والحرب على العادات والتقاليد المقيدة لحق الاختيار (كذباً وزوراً) ويسترزقون كعادتهم بمثل هكذا قضايا وأتعجب أن البعض يدافع انه حب شريف والحب الشريف يجب أن لا يتجاوز القيم والأعراف والأخلاق وإلا فأين الشرف؟.. 

 الحب الشريف أن يذهب الرجل الشريف بالطريقة المشرفة من الباب المشرف ويطلبها ويبذل كل الطرق الشريفة ليصل إلى الزواج الشريف وإلا شرف نفسه وقال كل شيء قسمة ونصيب والحمد لله ولا يفضحها في أهلها ولا يفجع أسرتها فيها ويخرم مروءتها ويسافر بها ويقطع الفيافي بغير وجه حق.. 

 وأقول إنّ نزغنا مما حدث لإخواننا المغتربين لا يجب أن يفقد صوابنا ونتجاوز الحق بهدف الثأر للهوى, فبنت السعودية هي بنت الإسلام والعرض واحد والأخلاق واحدة والحق واحد والخروج عن هذا ممنوع بأي شكل من الأشكال وما اجمل الإنسان أن ينتصر للحق لا لنفسه وعلى القضاء أن يقول كلمة الحق في الأمر دون اعتبار للضجيج الإعلامي.. 

 والله حسبنا ونعم الوكيل..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي