اهمية دورنا الإيجابي نحو وطننا وامنه

كتب
الثلاثاء ، ١٩ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١١:١٠ مساءً

 

مايحصل اليوم من حروب  في بعض مناطق البلاد وخاصة في دماج وما تتغرض له الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية من اغتيالات ، وما تقوم به بعض الجهات الي تتبنى أجندة خاصة من اعتداءات على المواقع العسكرية والأمنية كما حصل في ابين وشبوة وحضرموت ، كل ذلك ناتج عن حالة الضعف التي تعيشها الدولة ولا اقول الحكومة ، فلو كان الضعف في الحكومة فقط لهان الامر ، وهذا الضعف الذي تعانيه دولتنا أسبابه كثيرة وساهم الجميع فيه البعض عن قصد والبعض الآخر من حيث لا يدري.

 

الناطق الرسمي للقوات السلحة في صعدة صرح اثناء شدة المواجهات بين الحوثيين والسلفيين الذين هاجمتهم قوات الحوثيين قائلا ان القوات المسلحة تقف على الحياد من الطرفين ، وهذا تصريح عجيب وكأن الحرب القائمة تجري بين دولتين وهذا الناطق الرسمي يتبع دولة ثالثة ، قد نعذره نظراً لعدم تهيؤ القوات المسلحة هناك للقيام بواجبها في الوقت الراهن وحتى لا تجر لحرب تكون هي الخاسرة فيه ، ولكن يجب ان لا تطول هذه الحالة الشاذة وان لا تتكيف الاحوال على هذا الوضع الذي لا يشرف القوات المسلحة وبالتالي لا يشرف اي مواطن يمني ، فإذا كانت القوات المسلحة لا تستطيع ان تؤمن المواطن وتقف متفرجة على قتل النساء والأطفال وكل ما تستطيع القيام به هو مناشدة الأطراف على ضبط النفس وايفاف القتال ، فكيف لهذه القوات ان تدافع عن حدود الوطن وسيادته والذي هو اساس مهمتها وصلب دورها ، اقول هذا الكلام وانا اشعر بالألم الشديد لهذا الوضع الذي وصلت اليه القوات السلحة والأمن واعلم ان هناك اسباب كثيرة او صلتهم لهذه الحالة ولكن لا نعذر القادة وكل القائمين على القوات المسلحة والأمن ولا نعطيهم المبررات على استمرار هذه الحالة المحزنة بل نطالبهم بتجاوزها سريعا فلم يعد هناك مبررا لهذا الوضع الذي اذا بقي على ماهو عليه فإنه يهدد الوطن وامنه واستقراره ، كون القوات المسلحة والأمن  هما صمام الأمان لاي بلد وهو الذي يحفظه ويحفظ امنه واستقراره في كل بلدان العالم ، وهذا ما يجب ان تكون عليه قواتنا المسلحة والأمن  ، وعلى كل القوى الوطنية والأجهزة الإعلامية ان تكون عونا للقيادة السياسية والعسكرية لتأسيس هذه الاجهزة تأسيسا وطنيا يكون ولاؤه لله.وللوطن ، 

اما حال الدولة والحكومة فهذا أيضاً يحتم علينا جميعا ان نعمل على نجا وز الحالة السلبية التي تعانيها  ، وان يعمل الجميع بمختلف توجهاتهم على استعادة هيبة الدولة ، كون ضعف الدولة ينعكس بالمخاطر على كل مواطن صغيرا كان او كبيرا ، 

   فرغم الاختلالات الموجودة والتي لا ينكرها احد الا انه يجب ان لا يروج لها ويتم احياناً تضخيمها ونشر الشائعات التي تنشر الرعب على مستوى الوطن كله ، وللأسف الاعلام في معظم الأوقات يلعب أدوارا هدامة في جدار الوطن البعض منه بقصد والبعض الآخر ربما بدون قصد ، وكذلك خطابات النخب ، وهذا الخطاب الذي لا يرى الا القبيح لا يخدم المصلحة العليا للوطن .

 

هناك جرائم  تحدث فيتم الترويج لها بطرق هستيرية وتضخم اكثر مما هي عليه وتنتشر الاخبار كانتشار النار في الهشيم ، وعندما يتم القبض على المجرمين لا يتم تناول ذلك من قبل هذه الاجهزة ولا يعلم احد بذلك ، بينما لو ان هذه الاجهزة والوسائل الإعلامية نشرت خبر ضبط المجرمين لكانت ساهمت في العمل على اعادة الثقة للمواطن ولاوصلت رسالة قوية رادعة لمن تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره  ، لانه سيدرك ان يد العدالة لن تكون بعيدة عنه ولرفعت معنوية رجال الامن من خلال الثناء على هذا الدور الإيجابي .. ونحن بهذا السلوك الإيجابي لا نخدم فئة او حزبا بعينه ولكننا نخدم وطننا الذي نحن جميعا بحاجة اليه ونخدم امننا واستقرارنا.

 

الحملة الامنية التي تقوم بها الاجهزة الامنية هذه الايام العقل والمنطق والمسئولية تحتم علينا جميعا مباركتها ودعمها والتعاون معها بالانضباط في سلوكنا واحترام القائمين عليها، رغم مايصاحبها من سلبيات احيانا ، مع منشدتنا للقيادات الامنية بالرقابة المباشرة والتوعية المستمرة للافراد والعناصر الامنية وتصفيتها من اي اختراقات قد تطالها تربك اداءها وتسئ لسمعتها ، فمثل هذه العناصر التي تحاول تنفيذ اجندة خاصة من خلال اجهزة الامن اذا وجدت ينبغي ان لا يتم التساهل معها بأي حال من الاحوال حفاظا على قدسية الدور الوطني النبيل الذي تقوم به هذه الاجهزة.

 

خلاصة القول ان الدولة هي نحن المواطنون جميعا وقوتها هي قوتنا واستقرارها هو استقرارنا ، وما يصيبها هو إصابة لنا ، فلنستشعر مسئوليتنا نحوها ولا نستصغر ادوارنا في الاقوال والافعال الإيجابية ، فكلنا مسئولون كل بحسب امكاناته ، ولو بالكلمة الطيبة ، ولن يتغير حالنا الى الافضل الا اذا استشعر كل واحدٍ منا دوره وواجبه الوطني :( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

والله من وراء القصد.

*عضومجلس النواب/ عضومؤتمرالحوارالوطني الشامل

الحجر الصحفي في زمن الحوثي