حرب بلاستيشن

كتب
الجمعة ، ١١ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٠٥ صباحاً

بقلم: منال الأديمي-

لا تكاد الأخبار تطالعنا بمصيبة أمنية حتى تأتينا المصيبة الأخرى وعلى عجالة وكأننا في ماراثون إخفاقات أمنية مثيرة للدهشة ,والاستغراب , وبالغة في الوقاحة ,والإسفاف أيضا خصوصا لو أخذنا في الاعتبار الرد الرسمي الذي يلي كل مصيبة تقع في حق هذا البلد أرضا وإنساناً .
فمن استهداف القوات الجوية ,وسقوط الطائرات الحربية , في حوادث فاق في تتابعها حوادث السيارات على الأرض , واغتيالات خيرة ضباط الجوية جواً , ولاحقاً على الأرض بدراجات الاغتيالات, والموت , لازلنا حتى اللحظة ننتظر الرد الرسمي المبرر لتلك الجرائم بحق سلاحنا الجوي وتوجيه تهمة صريحة للفاعل خصوصاً وان الجهات الرسمية قد شكلت لجنة تحقيق بعد كل حادث .
لم تعد الجوية فقط المستهدفة في قواتنا العسكرية فقد انتقل الأمر إلى مخازن الأسلحة ,والذخائر وتتناقل الأخبار عناوين نهبها من مخازن الدولة , لمخازن خاصة ,فيما يبدو سباق تسلح مع العلم أن الجميع يتظاهرون الحوار في (موفمبيك) وحين يعجزون عن السطو على تلك المخازن تتدخل العناية الإلهية وتوقع الصخور على تلك المخازن كان آخرها مخزن السلاح في جبل نقم في العاصمة.حتى الطبيعة الصخرية في هذا البلد لا تستهويها إلا مخازن الأسلحة ,ورائحة البارود ,فلا تقع إلا عليها الحادث ليس الأول فقد حدث ذات الحادث في 2007 وكان التبرير الرسمي للحادث هو ذات التبرير الرسمي للحادث اليوم مع العلم أن الفارق الزمني بين الحادثتين فترة قصيرة على المستوى الزمني , لكن على المستوى السياسي الفرق كبير ,لكن يبدو أن للتغيير لدينا وجهاً اخر.
التبرير الرسمي لما حدث في نقم وللأسف تبرير لا يحترم مطلقاً عقل أي مواطن ومفصل تفصيل خاص على مزاجية مواطن بعد القات فقط فبعد ذهاب مفعوله سيلعن ذاك المواطن اللحظات التي أضاعها في سماع ذاك التبرير المستهزئ بعقله .
من تصفية الحسابات في الجو, ونهب السلاح ,والذخيرة , انتقلت معركة تصفية الحسابات لسيناريو الدراجات النارية التي تتربص أفراد الأمن ,والجيش ,والشرطة, في كل مكان بالموت فلا يمر يوم إلا ونسمع بقتل أحدهم جهاراً, نهاراً وقد انتقل الأمر من التصفية المحلية لتصل أيادي الغدر والإرهاب الأجانب والمضحك المؤلم في الوقت نفسه أن يحدث ذلك بعد اجتماعات أمنية مكثفة .
لا احد مستثنى ويبدو أن مسلسل الدم ,والاغتيالات, سيطول طالما تصر الجهات الرسمية تغييب الحقيقة عنا بعدم فضح المعرقلين ,وأصحاب المصالح الحقيقيين في تدهور الأوضاع إلى هذا المستوى وتكتفي ببيانات الإدانة والاستنكار فقط .
لم يعد الأمر مقتصراً على اغتيالات بشعة لضباط ,وقيادات أمنية وأفراد أو نهب أسلحة وإسقاط مروحيات فقد بلغ المسلسل اليوم قمة لحظات الاكشن وأصبحت معسكراتنا ,ومناطق عسكرية برمتها تقتحم كما لو أنها كانت خالية على عروشها لولا وجود جثث لجنود تؤكد تواجدهم وقت الكارثة جنود دفعوا حياتهم وللأسف ثمن تصفيات دنيئة للساسة ,وانتهى أمر ذويهم بمرتب زيد حسرتهم بفقدان أحبائهم برخيص لا يغني ,ولا يسمن من جوع .
تصفية الحسابات التي زادت حدتها وتواترها استباقا لنهاية الحوار تبدو اليوم وقد أخذت منحى الحرب الغير معلنة بعد ,و الإرهاب بأبشع صوره ما حدث حتى في حضرموت وفي حق قواتنا العسكرية سبباً كافياً لقلب معبد الحكومة بأسره لكن هذا يحدث فقط في بلد يحترم فيه الوطن والإنسان.
ملحوظة : استمرار استهداف الجيش اليمني عدة , وعتاداً ,وقيادة ,وأفراداً ,بهذا الشكل الممنهج معناه أن أي حرب قادمة لنا سندعو الله أن تكون حرب بلاستيشن لا أكثر .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي