اليمن ..حقل تجارب لسياسات المكر والدهاء

كتب
السبت ، ٠٥ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٠٠ مساءً

 

مع كل حركة تحررية في المنطقة العربية تتضح رغبة آل سعود في إجهاضها ووأدها من المهد ويتبين مدى مساندتها لقوى الظلم والاستبداد لتبقيها مجرد وسائل وأدوات لتنفيذ مشاريعها في المنطقة الأغنى عالمياً من حيث مخزونها النفطي والاهم من حيث موقعها الجغرافي لتجعل دول الجزيرة مجرد دويلات تابعة لها مختزلة مقدراتها الاقتصادية والبشرية على حساب جيران لها أنهكتهم سياسات المكر والدهاء . 

ليس الشعب البحريني وحده من يدفع ثمن التدخل المستمر في شؤونه الداخلية من قبل أسرة آل سعود فاليمن الضحية الأكثر تضرراً باعتبارها الحديقة الخلفية للمملكة فمنذ عقود وهي تدفع ثمن جوارها المنحوس كأقرب حقل تجارب لسياسات بلاط صاحب السمو لم يكن أولها ترحيل 3 ملايين يمني مطلع التسعينات من غير ذنب اقترفوه سوى إسهامهم في نهضتها وعودتهم بخفي حنين بعد سنوات من الغربة ؛ ولن يكون أخرها التفافها على ثورة شباب 11فبراير فقد كانت من أخر الدول التي اعترفت بثورة 26سبتمبر وحاولت إفشالها غير مرة ولم تعترف بالجمهورية إلا بعد أن اعترفت بها معظم شعوب الأرض كل ذلك حتى لا يتمكن اليمنيين من الخروج من ولاية آل سعود .

الجارة الشقيقة أرادت أن تجعل من ثورة الشباب المطالبة بالحرية والعدالة والمساواة في اليمن ثورة جياع كونها تقدر على إطفاء الأخيرة فقد تعودت التعامل معها بطرق مختلفة يعرفها نظام صالح القائم على السحت والصدقات والهبات غير أن نذر مواجهات الحصبة بصنعاء كشفت لها أن من اعتادت على إلهائهم بلعبة البيض والحجر يتجهون هذه المرة خارج خارطة أجندتها ولما أحست أن نيران الطرفين تقترب من الثوب الملكي سارعت إلى تفعيل كل علاقاتها للسيطرة على الوضع والعمل على تهدئة الوضع ولم يكن بمقدورها رغم كل ذلك إقناع أطراف الصراع وتكميم أفواه ملايين اليمنيين في أكثر من 17 محافظة تطالب بالتغيير والحسم وعدم الوصاية والتدخل في الشأن اليمني وهو ما سرع بتعجيل تنفيذ حادثة النهدين بدار الرئاسة التي لا تزال أسبابها غامضة حتى اللحظة كمبرر لإنهاء سلمية الثورة واعتبارها انقلاب على شرعية نظام صالح الرئيس الأكثر دلالاً وعنايةً من آل سعود خلال تاريخ اليمن كحلقة ليست بجديدة ضمن مسلسل ترويض أطراف الصراع وإجبارهم على الجلوس من جديد على مائدة طعام البيت الملكي .

في كل مرة تلجأ إليها الجارة الشقيقة لإطفاء وهج التغيير في اليمن تنفق بسخاء على ذلك ترجمة لمبدأ الأرض والفقر مقابل البقاء في دوامة الدولة الديمقراطية النشاز في المنطقة غير أن هذه المرة تغيرت الظروف وتوسعت دائرة الصراع فخرجت الملايين في الساحات العامة رافضة لسياسات الفشل لحكومات صالح المتعاقبة وتغيرت الظروف التي تعودت عليها فسعت لتغيير قواعد اللعبة من خلال إطالة أمد الثورة والوصاية بافتعال الأزمات الاقتصادية لإنهاك ما تبقى من حال المواطن اليمني الذي خبرته خلال عقود بأنه لا يقدر عليه إلا من خلال محاربته بلقمة عيشه؛ في محاولة منها لتخفيف الضغط الشعبي على نظام صالح وتتمكن هي من وضع خارطة طريق جديدة لليمن تضمن عودة الأسرة اليمنية إلى بيت الطاعة السعودي بعقد ومهر جديدين دفعه هذه المرة مئات الشهداء وآلاف الجرحى من أبناء اليمن ليضاف إلى رصيد صنائع المعروف التي تغدقها علينا المملكة بين حين وأخر فشكر الله سعيها لو رفعت عنا يدي عنايتها .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي