ان لم نصحُ فالقادم اخطر

كتب
الخميس ، ٠٣ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠١:٣٣ صباحاً

 

مع اشراف مؤتمر الحوار على الانتهاء من مهامه ، تصاعدت الاحداث التخريبية في كثير من المحافظات وبشكل مكثف وبعمليات نوعية ، اكثر تركيزا وايلاماً ، مما يؤشر ان من يقف وراء هذه الجرائم هدفه بالدرجة الاولى افشال مؤتمر الحوار ، والقضاء على مخرجاته قبل ان تشاهد النور ، لانها لا تخدم مشروعه الخاص ، ولا تلبي طموحه ، بل ان نجاح هذا المؤتمر سيقضي على ما تبقى له من امل ، فبينما كان في الآسابيع الماضية تستهدف خطوط الكهرباء الناقلة عبر خبطات ، ورغم ان ذلك يكلف الدولة الكثيًر ويجعل المواطنين وفي مقدمتهم الامراض الذين لا غنى لهم عن الكهرباء مثل أمراض الفشل الكلوي يدفعون اثمانا غاليا ومعاناة شديدة ، الا انها كانت سرعان مايتم اصلاحها ، بينما في هذه الايام استهدف برج الكهرباء وقلع من جذوره بعمل تخريبي إجرامي غير مسبوق ، ورغم التكاليف الباهضة التي ستكلف إصلاحه ، فإن الأخطر من ذلك ان اعادة اصلاحه سيستغرق اكثر من خمسة عشر يوما ، واذا ضرب برج او ابراج آخرى فإن الظلام سيستمر شهور وستغرق البلاد في ظلام دامس ، وبالمقارنة أيضاً كان بالأمس تتم اغتيالات فردية لافراد من القوات المسلحة والامن ، نجد ان هذه الحالة تطورت اليوم الى اقتحام المعسكرات كما حدث في شبوة يوم الجمعة قبل الماضية ، بل انه وصل الامر الى اقتحام مقر المنطقة العسكرية الثانية في المكلا واحتلاله وقتل مجموعة من العسكريين واحتجاز آخرين ، وما يحصل في تعز ليس بعيداً عما يحدث في حضرموت ، وما اقتحام مقر الاصلاح الا جزء من مخطط ربما يتم تصعيده في الايام القادمة ،. 

الشئ الغريب في الامر هو السلبية في التعامل مع هذه الاحداث آلتي تهدد امن الوطن برمته ، فهذه ليست احداث وحوادث عادية ، وليست مجرد جرائم عارضة ؟ ولكنها ممنهجة ويتم الاعداد لها بدقة وبإمكانيات عالية ، والمفترض برئاسة الدولة والحكومة وكل الأجهزة الامنية والعسكرية تكون على استعداد تام وفي حالة طوارئ لمواجهة مثل هذه الإخطار ، وتقديمها على سائر مهامها ، كونها آولى الاولويات ، ويجب ان تحشد كل الطاقات لمواجهتها وفق إدارة خاصة ودقيقة ، فادارة الازمات تختلف عن الادارة اليومية الروتينية للدولة او الحكومة ..

ومهما يكن حجم هذه الجرائم فإن الامر مستدرك اذا وجدت العزيمة وصدقت الارادة ، ولا شك ان المجرمين يعملون بكل طاقاتهم لارباك الحكومة ليسهل عليهم تنفيذ مخططاتهم ،، ولكن قليل من التركيز والتنسيق بين مختلف الأجهزة والدوائر الحكومية وتشكيل إدارة خلية ازمة كفؤة وصادقة على اعلى المستويات كفيل بكشف هذه المخططات والقضاء على مرتكبيها وفضح من يقف وراءهم ، وترك الاعمال الروتينية اليومية التي تشغل صناع القرار وتأخذ من وقتهم الجهد الكبير وتستغرق ألوقت ، على ان يفوض بها من دونهم في السلم الاداري وفقا للقانون ،،،، فهل سنرى الجدية في التعامل مع هذه الجرائم ومرتكبيها ونلمس قوة الردع من قبل الدولة تعيد للمواطن الثقة بدولته وحكومته ؟ نآمل ذلك !

الحجر الصحفي في زمن الحوثي