فضيحة.. 8_8

كتب
الاثنين ، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:١٢ صباحاً


بقلم- عبدالله دوبله :

لا أفهم كيف انتهى الحوار إلى تفاوض، والوطن إلى 8 يدعون تمثيل الشمال، و8 يدعون تمثيل الجنوب.. لكن حين يكون الأمر برمته يقوم على كذبه فليس صعبا عليه أن ينتهي إلى كذبة أيضا، وإلا لا أحد من هؤلاء المقيمين في «موفنبيك» يمثل أحدا من الشعب.

الحقيقة هي أن قوى سياسية لا يمثل كل منها إلا نفسه، كان يجب عليها أن تتفاوض لإرساء قواعد للعبة السياسية، هربت إلى صيغة «الحوار الوطني الشامل»، كغطاء خادع لحقيقة ما كان ينبغي أن يحدث، أو يحدث الآن، وإلا ليس هناك غير هذه القوى هي من تتفاوض، تزيين الأمر ببعض الشباب والنساء المعينين لا يجعله وطنيا أيضا، فلا أحد أنتخبه الناس ليحاور أو يقرر عنهم..

تلك كانت كذبة كبرى، إلا أن الكذبة الأكبر هي ادعاء أحدهم من حزب ما أو تيار أنه يمثل الشمال أو الجنوب في لجنة 8_ 8، فمن أعطى هؤلاء هذا الحق أو التفويض، فلا أحد انتخبهم أو اختارهم لهذه المهمة. والصحيح أيضا أن ليس هناك غير الجمهورية اليمنية كإطار سيادي ودستوري قائم..

فقد كان هناك ثورة أو أزمة لا يهم التسمية في 2011 انتهت باتفاق هذه القوى السياسية برعاية دولية إلى تسويتها من خلال عملية حوار وطني شامل يهدف إلى الحفاظ على أمن ووحدة واستقرار اليمن من خلال انجاز دستور جديد للبلد.

إلا أن الأمر كان برمته بين قوى سياسية هي من تصارعت وهي من اتفقت أيضا، العملية الثورية الشعبية لم تكن تملك آلية تفويضية لأحد ليتحدث عنها أو يقرر باسمها أيضا، فهي لا تملك هذا الأمر أصلا. في حين المبادرة هي اتفاق بين قوى سياسية، سكوت الناس عنها لا يعني أنها ذات تفويض شعبي، وانتخاب رئيس الجمهورية بموجبها كان إجراء جزئيا يمكن الجدل حول انسحاب ذلك على المبادرة ككل أو لا، لكن لا أحد انتخب هؤلاء المتفاوضين الآن في موفنبيك، القول إنه كان حوارا وطنيا هو محض افتراء، لكن الأكبر من ذلك هو فضيحة 8_8، إذ ليس هناك غير الوقاحة..

حين يسمى التفاوض حوارا، وحين تكون القوى السياسية هي الوطن، وحين يكون الحفاظ على وحدة البلاد هو التأسيس لتفاوض شطري، وحين يكون التأسيس لدولة المواطنة والقانون هو التأسيس لدولة مناصفة وقسمة على اثنين.. فأنت في مهزلة كبرى لا تكون إلا في اليمن..

لكن من قال إن الذي يحدث الآن، أنه حسب المبادرة. هو حتى ليس من السياسة في شيء، هو من تلك البضاعة الرديئة التي تجيد نخبتنا السياسية إنتاجها دائما، والتي هي لا غير من أوصلتنا لهذه الأزمات الراهنة..

عن الشارع.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي