حديثي للحوثي: لنتجه إلى المستقبل، لأن الماضي لا يعود ..!!

كتب
الاثنين ، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً

بقلم- هشام السامعي :
الأخ عبدالملك الحوثي , الإخوة حلفاء الحوثي ومناصروه ورجالاته , تحية وطنية لكم جميعاً .. تعلمون أيها الإخوة أننا الآن نعيش في القرن الحادي والعشرين , وتعلمون أن العالم في هذا القرن قد تطور كثيراً عن الماضي وأصبح يتعامل مع سيل جارف من المعلومات والمعرفة, وسهل كثيراً من وسائل التواصل والتحاور والملاقحة الفكرية , كما أن أنظمة الإدارة والقيادة قد تطورت كثيراً ولم تعد فكرة القائد الملهم ذات جدوى في زمن أصبحت صناعة القائد تتم بطرق علمية, ونحن بطبيعة الحال نعيش ضمن هذا العالم أو متأثرين به ومؤثر بنا بنفس القدر.
تعلمون أن ثورة 26 سبتمبر كانت نتيجة حتمية لحالة الغبن والإقصاء التي عاشها شعبنا اليمني نتيجة تركز السلطة في أسرة حميد الدين وإضفاء جانب قداسي للاستئثار بهذه السلطة من خلال تكريس فكرة السلالية والعصبوية التي أعطت لنفسها الحق الإلهي لبقائها في الحكم , وأعتقد أنكم تعلمون أن هذه الفكرة قد تجاوزها شعبنا اليمني بعد ثورة سبتمبر وأكد عليها وبكل إصرار في ثورته العظيمة ضد النظام الأسري المتمثل في أسرة الرئيس السابق علي صالح , وأعلن أحرار هذا البلد رغبتهم في عيش حياة كريمة تمنح الشعب حقه في تقرير مصيره وبناء دولة مدنية تتعايش فيه كل فئات الشعب.
إننا لا ننكر حجم الخراب والدمار الذي لحق بكم نتيجة الحروب الستة التي قام بها النظام السابق ضدكم والتي لم يكن من مبرر لها سوى عجز النظام السابق عن بناء الدولة الحديثة التي تكفل لكل الفئات حقها في التعبير عن نفسها وممارسة شعائرها الدينية وبالتالي كان يختلق تلك الصراعات لإلهاء الشعب عن القضية الأساسية لبناء الدولة, ومع ذلك أزعم أننا جميعاً كشعب واحد حملنا ذات المعاناة وتعرضنا لكل أنواع الإقصاء والإلغاء والتهميش وذاق أحرار الوطن الظلم ذاته الذي ذاقه الأحرار الأوائل منذ 1948م من القرن الماضي لأن مشروع الدولة الوطنية تم تغييبه نتيجة للصراعات التي تتالت بعد ثورة سبتمبر , وظلت ثقافة القوة والعنف هي الطريق الأسهل للحاكم للحفاظ على سلطته , ولذلك كنا كشعب واحد وقود حرب لنيران حقد هذه الأنظمة العبثية التي لم تقرأ التاريخ جيداً , ولم تستفد حتى من تجارب الدول الناجحة حديثاً والتي كان يمكن أن تخلد به هذه الأنظمة تجربتها الناجحة في الحكم.
إنكم وقد أصبحتم اليوم أحد الأطراف الأساسية في البلد فإننا نخاطبكم بلغة الوطنية لغة التحاور والتعايش بأن تعيدوا النظر في مشروعكم الذي يبدو عليه آثار من الماضي البعيد , الماضي الذي ثار ضده قديماً الأحرار الأوائل من الزبيري والنعمان الأب والنعمان الابن والثلايا والموشكي والمطاع وعبدالمغني وبقية الأحرار وأعلنوا نهاية الحكم السلالي الطائفي , وإننا إذ لا نشكك مطلقاً في وطنيتكم بقدر ما نأمل منكم التخفيف من حدة الاستقطابات القائمة على أساس مذهبي سلالي يحد من بروز مشروعكم كمشروع وطني يحمل قضية شعبنا اليمني ككل.
لقد عانينا من صراعاتنا الطويلة, ودمرنا وطننا بأيدينا عندما حملنا مشروع الغير , وقتل بعضنا بعضاً بسلاح الغير , وكان حريًا بنا أن نعيش لا أن نموت ونتقاتل, وأن نحمل مشروعنا الوطني لا مشاريع الغير, لأن الوطن هو بيتنا فيه نعيش بكرامتنا ونموت مطمئنين أننا سندفن في ترابنا.
استدراك: هذه الرسالة هي نواة أولية لرسائل ستنشر تباعاً ستعنى بكل الأطراف المعنية في الوطن , ليست سياسية بقدر ما هي محاولة وطنية خالصة, كما لا تحمل موقفاً من أي طرفٍ كان.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي