التعليم الخاص غاية أم وسيلة؟

كتب
الخميس ، ١٩ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٥٧ صباحاً

 

في الماضي تحدثت مع أحد الكتاب ، الذي كان على ما يبدو ساخراً من عناوين المقالات ومضمونها ، وقال إنه لم يعد من المهم أن نتحدث عن التعليم في المدارس الخاصة أو رواتب المدرسين فيها أو عن القمامة ، فهناك أشياء مهمة أكثر بكثير من هذه العناوين . 

 لكن ها أنا أعود للحديث عن التعليم ، ولكن ليس التعليم الحكومي ، بل التعليم الخاص أو التعليم في المدارس الخاصة الذي يهرول إليه الآباء والأمهات بحثا عن تعليم أفضل لأولادهم ، واعتناء أكثر من حيث بقاء أولادهم إلى آخر الدوام والاطمئنان عليهم من الوقوع في شرك التسرب من المدرسة الذي يحدث في كثير من المدار س الحكومية لعدم وجود أسوار ومراقبة ، وعدم اهتمام من قبل كثير من مديريها . 

لكن للأسف أصبحت كثير من المدارس الخاصة التي انتشرت في أغلب الحارات لا تعتني بالتعليم بقدر ما تعتني بالدعاية ورفع الرسوم من سنة إلى أخرى ، وتحرم الطالب من الدراسة والانضباط بسبب فوضويتها وحرمان المدرس من حقه في الحصول على راتب يحفظ له صون كرامته ، مما يؤدي أن يترك المدرس المدرسة بعد شهر أو شهرين لأن ما يأخذه من أجر لا يناسب ما يبذله من جهد في التعليم ، وفي الفصل الواحد يتتابع أكثر من خمسة أو ستة مدرسين للمادة الواحدة في بعض المدارس . بصرف النظر عن المباني غير الملائمة للتعليم والتي قد يحدث أن تكون بلا ساحة مدرسة يُقام فيها طابور الصباح على الأقل ، والأسوأ من ذلك أنه قد يتجرأ بعض مسؤلي المدارس على إقامة الطابور في شارع فرعي . 

يحدث هذا في ظل عدم وجود المتابعة الجادة على كافة مستوياتها من قبل مكتب التربية في محافظة تعز ، وفي ظل غياب قانون العمل ، وإلا لما كانت انتشرت المدارس الخاصة في كل الحارات ، وأصبحت مشاريع ناجحة لكثير ممن يحبون الربح السريع . 

التعليم أيها السادة هو الوسيلة التي ترتقي بها المجتمعات ، فكيف سنرتقي في ظل وجود تعليم يعود كل يوم إلى الوراء ، ويصبح وسيلة للارتزاق مفرغا من قيمته وغايته ؟ 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي