هادي ليس ضعيفاً!

كتب
الأحد ، ٢٥ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٣٤ صباحاً

 

 قرأت معظم التعليقات التي كتبت عن خطاب الرئيس هادي، واتفقت التعليقات حول وصف هادي بأنه ضعيف. ورأيي أن هذا الضعف الذي يحاول الرئيس تصديره عن نفسه للآخرين، هو سر قوته.

هادي يقدم نفسه لقوى الثورة باعتباره يواجه تآمر الرئيس السابق وحزب المؤتمر. ويقدم نفسه للمؤتمر بأنه يواجه ضغوط من الإصلاح وعلي محسن وبيت الأحمر. والقائمة التي يمكن القياس عليها تطول.. هادي ليس ضعيفا ولا جبانا.

هادي ذكي جداً، ومنغلق على ذاته، ويتأثر جداً برأي أقرباءه في إدارة الدولة، يعتمد سياسة تجنب تحمل المسؤولية، يترك الأطراف المتصارعة تصل إلى حلول ضمنية، يقوم بتقوية نفوذه في الجيش والأمن والمؤسسات المالية، يأخذ هو حصة الجميع: حصة المؤتمر والجنوب والمشترك، ويقبل الجميع بذلك، لأنه الطرف الذي يمكن أن يكون سببا في قيادة البلاد نحو الاستقرار أو الهاوية.

هادي لا يحمل نزعات تدميرية كصالح، لكنه لا يتمتع بأي مواصفات الزعامة الملهمة، ومتأثرا بصراعات الماضي إلى حد كبير، وغير متسامح، وحساس جداً، ومن فرط حساسيته لا يكاد يخلو خطاب من نقده لوسائل الإعلام.. هادي يعول على العلاقات الخارجية والمتناقضات الداخلية.. باختصار ما يحدث في اليمن هو إدارة روتينية جداً، وصراع الجزيئات الصغيرة.

لا نمتلك إدارة مشاريع أو رؤية للمستقبل. أتمنى أن أسمع من الرئيس وقيادة الأحزاب رؤية ملهمة تستغرق اليمنيين للعبور نحو المستقبل.

حينما تسمع عن القتال في اليمن ومليشيات مسلحة، يتحول دور الرئاسة والحكومة إلى إرسال وسيط في صعدة، والسماح لطائرات بدون طيار بقتل اليمنيين بحجة أن صالح هو من وقع الاتفاق.. ولماذا قامت ثورة ضد صالح!؟

اليمن لازالت صورة أبيض وأسود من زمن غابر، ونعزي أنفسنا أننا أفضل من سوريا ومصر. كل شيء ألقيناه على مخرجات مؤتمر الحوار، والحوار الحقيقي يتم خارج أسوار موفمبيك وفقا لمعايير القوى وليس معيار القانون.

كان لدينا فرصة ذهبية بعد تسلم هادي والحكومة لمقاليد البلاد بالخروج من المنطقة الرمادية، للأسف ضاعت.. لذلك علينا المحاولة من جديد. كل يوم تشرق الشمس تحمل فرصة جديدة وما دمنا نحاول قطعا سنصل.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي