طائرة بدون طيار أعجوبة ولكن !!!

كتب
الأحد ، ٢٥ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٢٩ صباحاً

 

لطالما كرر الرئيس هادي في العديد من خطاباته إعجابه بتقنية طائرة بدون طيار ووصفها بالأعجوبة ولكن هذه الطائرة تقتل أبناء الشعب اليمني كل يوم وتشكل كابوسا لكل مواطن .. بغض النظر هل هذه الطائرة حديثة ومتطورة وتصيب الأهداف بدقة أم أنها غير ذلك فهي في الأول والأخير تنتهك السيادة وتقتل الأبرياء وليست دقيقة كما تتصورها يا فخامة الرئيس .. وللعلم هذه الطائرات بدون طيار تحتاج إلى غرف عمليات مرتبطة بالأقمار الصناعية ولا تمتلكها إلا دول عظماء .. فمن التظليل السخيف أن يتحدث هادي عن هذه الطائرات وتقنياتها وانه طلب من أمريكا تزويد اليمن بطائرة من دون طيار في خطوة مكشوفة وغباء فاحش واستغفال للشعب اليمني فيما إذا استمرت هذه الطائرات بالقصف على المناطق اليمنية يكون الرد أن هذه الطائرات التي تقصف هي ملك للحكومة اليمنية ..

وأنا اعتقد أن هذا تجاهل واضح للشعب اليمني وضحك على الذقون فمن متى أمريكا توزع طائراتها لمن تحب ولمن تشاء .. وإذا سلما جدلا أن أمريكا سلمت لليمن طائرة بدون طيار هل يستطيع هادي التغطية على مئات الفرقاطات الأمريكية والسفن الحربية وحاملات الطائرات ومئات الآلاف من الجنود القابعين في البحر الأحمر وخليج عدن .. وهل يستطيع أن يغطي على تحويل قاعدة العند العسكرية إلى قاعدة عسكرية أمريكية .. وهل يستطيع أن يغطي على تواجد المارينز الأمريكي في قلب العاصمة صنعاء حيث حولوا منطقة شرتون إلى ثكنة عسكرية ..

وهل يستطيع هادي أن يغطي على تحركات السفير الأمريكي الذي بات يتحرك وكأنه الحاكم الفعلي للبلد وكذلك نشاط الاستخبارات الأمريكية العلني والواضح والكثير من الأعمال التي يقوم بها الأمريكان نهارا جهارا دون تستر .. فدائما النظام الظالم يغطي ويتستر على أي عمل تقوم به أمريكا وفي الأخير تطالعنا الصحف الأمريكية بتصريحات رسمية من مسؤولين أمريكيين يتحدثون عن أعمال عسكرية في اليمن وهذا طبعا فضيحة بحد ذاتها ..

 فإلى متى سيظل النظام الظالم يستغفل اليمنيين ويغطي على عمالته بترهات لا يمكن أن تصدق ؟؟

في المقابل لم نرى رئيس دولة في العالم يشرعن التدخلات الأمريكية ويرى أنها ضرورية وأنها في مصلحة البلد فيما الواقع يتحدث خلافا لما سبق .. فالعدو الأمريكي والمعروف عنه أنه إذا دخل أي بلد ووطئت قدماه نرى التفجيرات وإثارة الفتن وإشعال الحرائق وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية .. والاختلالات الأمنية والاغتيالات ونهب للثروات وإذكاء الصراعات الداخلية وزج أبناء البلد في أتون الحروب والمشاكل التي لا نهاية لها ولنا عبرة بالعراق وأفغانستان وفلسطين ..

فمن الغباء أن يكرر رئيس انتقالي إعجابه بما تعمله طائرة بدون طيار في اليمن والتي باتت تحصد أرواح اليمنيين كل يوم فلا يمر خطاب إلا وهو يذكر هذه الطائرة ويستحسن ما تقوم به .. وفي الواقع مجمل خطاباته ليست بمستوى رئيس دولة فهو لا يستطيع أن ينطق ولو بجملة صحيحة .. فكل ما يردده كلام فاضي لا يغني ولا يسمن من جوع في الوقت الذي يحرص مستشاريه أن يلزموه بقراءة الكلمات أو الخطابات دون الارتجال .. ولكن هو لا يتقيد بذلك فيخرج إلى العشوائية ويتخبط يسارا ويمينا دون فائدة .. ومن الأعجب أن هناك من يصفق لهذه الخطابات الغير مجدية والتي يحاول فيها هادي التغطية على الاحتلال الأمريكي المباشر ..

 

وهذا طبعا نتيجة الضغط الشعبي المتزايد الرافض للاحتلال الأمريكي بكل أساليبه وأنواعه فالسخط الشعبي يشكل حرجا للحكومة اليمنية ويضعها في موقف العاجز التي لا تستطيع أن تقنع الشعب اليمني بالمحتل .. حيث أنهم ينفقون الكثير من الملايين على الصحف الصفراء والمواقع المأجورة والمطابخ الإعلامية التي لا عمل لها إلا التغطية والتظليل على تدخلات أمريكا السافرة فمهما كانت الحكومة اليمنية قد عقدت صفقات مع الأمريكان وفتحت لهم البر والبحر والجو وباتت اليمن منتهكة السيادة .. فالشعب اليمني غير مسؤول عن تلك الاتفاقات وانه سوف يسعى بكل الطرق المتاحة للدفاع عن سيادة البلد وطرد المحتل .. وقطع دابر العملاء والخونة من سارعوا في الارتماء إلى أحضان الأمريكان وباعوا البلد مقابل صعودهم إلى الحكم والانفراد بالسلطة ..

وفي ذات الوقت المستشار العجوز"علي محسن الأحمر "  يعبث بالمال العام ويصرف الملايين لحاشيته ومواليه من اعتمادات الرئاسة ويتحرك كما كان سابقا .. فهو يعتبر نفسه الرجل الأول ويسعى شيء فشيء إلى الاستحواذ على المؤسسة العسكرية في تقريب مواليه ورفعهم إلى مناصب مؤثرة .. وكذلك تجنيد الآلاف من التيار الإصلاحي الاخواني فلم يكتفي بهذا بل يعقد الصفقات مع الأمريكان ويلتقي بالمسؤولين وأصحاب القرار من الأمريكيين وغيرهم في خطوات مشابه لاخونة اليمن ..

هنا نذكرهم بما جرى في مصر ففي اعتقادي انه درس كافي لكل من توسوس له نفسه بانتهاج نفس السياسة والطريقة والأسلوب فكما استطاع الشعب المصري إسقاط العملاء فالشعب اليمن هو أيضا لدية القدرة على إسقاطهم وما يوم مصر عنكم ببعيد ..

[email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي