الإسلاميون .. الموقف والانتماء..!

كتب
الاربعاء ، ٢١ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ١٢:٢٤ صباحاً

 

غريب وعجيب أمر هذا العربي يبحث عن الحرية والعزة والكرامة ويرفض القوة والجبروت والظلم والقهر ويصارع القوى المتغطرسة من قوى سلطوية أو عسكرية وغيرها أحكمت قبضتها على الحكم في مختلف أقطار شعوب المنطقة، ولم نكن بالأصل نعرف غير الحكم العسكري في الشرق الأوسط طيلة عقود خلت وكم هي الدعوات التي أطلقتها قوى ليبرالية وقومية أو مستقلة بل مختلف القوى السياسية العربية في غالبية البلدان العربية في الجزائر في العراق في ليبيا في تونس في المغرب في سوريا .. بل حتى في دول عربية طابع نظامها السياسي فردي أو ملكي على سبيل المثال هناك لديها من السياسيين المعارضين الذين ينادون بضرورة الانتقال إلى الحكم الديمقراطي منهم من يعيش في دول غربية وآخرون يطالبون بالديمقراطية بصوت خافت وعلى استحياء من بلدانهم لكن سرعان ما ينقلب حال المواطن العربي الشرقي في حال انتهجت بلاده الحكم الديمقراطي كنظام حكم شوروي يقوم على التعددية السياسية ووفق انتخابات حرة مباشرة ونزيهة يختار المواطن العربي بنفسه من يحكمه دون وصاية عليه من أحد فإذا ما فاز التيار الإسلامي وهو التيار الأبرز والأكبر والأكثر تنظيما بحضوره الفاعل واللافت على الساحة والمشهد العربي تكون المفاجأة وللأسف الشديد حيث نجد من يقف ضد نتائج الانتخابات هم دعاة الديمقراطية الأوائل والأكثر غرابة بالفعل إن من يتصدرون المشهد ويقفون في طريق ترسيخ النظام الديمقراطي كنظام انتخابي حضاري في هذا البلد أو ذاك هم دعاة الديمقراطية ( ليبرالي قومي مستغرب مستشرق.. الخ ) إنهم دعاة الحداثة أو بالأصح من لا مبدأ ولا موقف لهم في هذه الحياة فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .. أما الإخوان فيكفيهم شرفا مواقفهم البطولية في رابعة والنهضة وفي رمسيس وقبل هذا في التحرير... الخ, يقتلون ولا تتغير مواقفهم ولا يزيدهم ذلك إلا ثباتاً وإيماناً, إنهم صدقوا مع الله ومع أنفسهم وهم صابرون على الأذى والقتل والتنكيل والاتهامات الباطلة ضدهم وصدق الله حين قال في كتابه الكريم (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) لذلك لن يصيبهم إلا ما قد كتبه تعالى عليهم وهو نعم المولى والنصير. 

رحمة الله تغشاك يا شاذلي 

الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد في تسعينيات القرن الماضي , اتفقت القوى السياسية إسلامية وعلمانية وقومية والمؤسسة العسكرية برئاسة الشاذلي على إجراء انتخابات برلمانية ويومها حصد شباب وقيادات الجبهة الإسلامية 86 % من المقاعد عندها تراجعت المؤسسة العسكرية ورفضت تسليم السلطة فما كان من الرئيس الشاذلي بن جديد رحمه الله إلا أن قدم استقالته وغادر الجزائر إلى المغرب ورفض المشاركة في سفك الدماء واشتعلت الجزائر ولم تهدأ الجزائر الدولة والعاصمة إلا بعد ما يقرب من عقد من الزمن سالت فيها دماء وأرواح أزهقت, فرحمة الله على الرئيس الشاذلي بن جديد وسحقا لمن استحلوا الدماء والأوطان في كل بلداننا العربية والإسلامية في المشرق أو في المغرب ولا نامت أعين الجبناء. 

[email protected] 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي