الثورة على طريقة «عوالم» الهرم..!!

كتب
الاربعاء ، ٢١ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ١٢:١٩ صباحاً

 

 هناك حملة ملحوظة على الرئيس عبدربه هادي؛ وهي حملة مُريبة، ليس لنا اعتراض على نقد الرئيس، وبالعكس فنقد الحاكم هي سمة الديمقراطيات والشعوب الحرّة، ولا يوجد فيها انتقاص عندما يكون النقد نقداً بنّاءً وليست حملة مسيّسة وبأجندة سوداء مليئة بالسوس وبشكل واضح لا يحتاج إلى فحص ولا إلى اجتهاد، فهي واضحة تشبه تماماً حملة فلول مبارك أثناء وقبل الانقلاب عندما أخذوا يهاجمون الرئيس المنتخب باسم الثورة، رافعين صور حسني مبارك في التحرير وشعارهم يقول: «آسفين يا ريّس» وباسم الثورة كمان. 

والمتابع لحملة اليمن وكتاباتها ولون الكُتّاب يجد التشابه واضحاً وكأنهم توائم، ويخلق من الشبه «أربعة وأربعين» أعني تلك الكتابات التي تهاجم الرئيس عبدربه وتربط على طول بالرئيس السابق وكأنها بوابة لإيضاح مزايا صالح وحسناته، وتكاد تنطق: «آسفين يا صالح» بس عن طريق مهاجمة عبدربه الذي لا يقيّل معهم وربما لا يحوّل «بخشيش وبدل هرج»..!!. 

 لسنا في صدد الدفاع عن الرئيس عبدربه؛ وإنما عن ثورة 11 فبراير الذي ضحّى اليمنيون بخيرة أبنائهم ومازالوا مستعدين لأن يقدّموا المزيد من أجل استكمال أهداف الثورة وإزالة التمديد والتوريث ونظام الفساد الشللي الذي مازال يحاول الالتفاف على الثورة بالتحالف مع أعداء الثورة وخصوم الشعب التاريخيين. 

 وإذا كان من ذنب للرئيس عبدربه؛ فهو عمله على أن يكون وفيّاً مع روح الثورة، ممتنعاً عن تسليم الدولة من جديد إلى الرئيس «الفلتة» الذي اتضح الآن أن الثورة عليه كانت خطأ وجريمة عند الثورجيين، ولا نحتاج إلى عناء لنعرف أن من يردّد مقولة: «لقد أخطأنا عندما ثرنا على الرئيس السابق صالح» هم أنفسهم من كانوا يداومون في ديوان «أحمد علي» أيام المجازر التي كانت تُنفّذ ضد الثوار، وهم أنفسهم الزبائن الرسميين اليوم في ديوان «صالح» وفريقه الإعلامي، فمتى ثرتم عليه، ومن متى تبكون على الثورة..؟!. 

 حتى عبده الجندي يبكي على الثورة لأنها سُرقت، ويردّد: «نحن لم نثر على هذا» الآن سنرى علي عبدالله صالح يردّد بنفسه: «نحن لم نثر على هذا..؟!» هذه النغمة مُغرية بعدما توهّموا أنها نجحت في مصر عندما ألّبوا الناس على الرئيس مرسي وقطعوا الكهرباء والغاز ليقولوا في الأثناء: «الله يرحمك يا حسني...» مع أن الشعب المصري سيحوّل المحنة تلك إلى منحة. 

 هم هنا سبقوا مصر بالتباكي على الثورة وبالهجوم على الرئيس المنتخب، والفارق هو أن المواطن اليمني أكثر دهاءً من غيره، ويفهمها وهي طائرة؛ بل قبل أن تطير، ويميّز بين النقد الطبيعي والنقد على طريقة «العوالم» وإلهام شاهين..!!. 

 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي