الانفلات الأمني في مدينة تعز: الشيطان يلفظ أنفاسه

كتب
الثلاثاء ، ٢٠ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٥٠ صباحاً

 

 تعز  الحالمة و المدينة المسالمة أصبحت اليوم اكثر محافظات الجمهورية معاناةً  من الانفلات الامني  الذي بدأ يتزايد و ينتشر في ربوع اليمن منذ العام ???? و بعد التوقيع علي المبادرة الخليجية، التي حصنت المجرم و لم تستطع ان تحمي اليمن المكلوم من جرائم هذا المحصن.

 فقد تنوعت مظاهر الانفلات الامني في تعز فانتشرت حالات  السطو علي المحال التجارية و التقطع و القتل في الشوارع الرئيسية، و الأمثلة كثيرة  لا تحصى و لا تعد فلا  يمر يوم  دون جريمة قتل  على مرأى و مسمع اجهزة الامن التي تشاهد المسلحين في الشوارع  و تخاف ان تقترب منهم. ( حدثني اليوم زميل انه استنجد برجل امن حين شاهد مسلحا في حارته، فرد رجل الامن: مو اعملوه؟ معه سلاح!!! رجل الامن يتردد في اداء واجبه!!!) و من تزايد ظاهرة حمل المدنيين للسلاح في الشوارع العامة و في الاحياء السكنية أصبحنا نشعر و كأننا في تورا بورا، اضافة لارتفاع حالات الاغتصاب و اختطاف الاجانب، فمؤخرا اختطف معلمان اثنان  من جنوب افريقيا كانا يعملان في تعز و قبل اكثر من عام قتل  استاذ امريكي كان يعمل في احد معاهد اللغة الانجليزية في تعز، و لم يقتصر الانفلات الامني على الآمنين  في الشارع، بل امتد  الي داخل المنشآت و المؤسسات الحكومية، فقد تم الاعتداء على طبيبات قسم النساء و التوليد في المستشفي الجمهوري من قبل مسلحين قاموا بتهديد الطبيبات بالسلاح ليسمح لهم بالدخول مع مريضتهم الى قسم الولادة، و هو ما يخالف قوانين المستشفي، و فعلا دخلوا بالسلاح لداخل القسم و هددوا الطبيبات بقوة  السلاح لإجراء عملية قيصرية للمريضة بعد ان رفضن العمل بسبب  تهديدهن بالسلاح، لكنهن استجبن لتهديدات السلاح لأن الامن لم ينجدهن، و ها هن اليوم ينفذن إضرابا عن العمل بسبب الانفلات الامني داخل المستشفى.  

يبدو ان تعز تدفع ضريبة موقفها و صمودها في الثورة اليمنية المجيدة، فقد عوقبت في مرحلة التصعيد الثوري في ???? بإحراق ساحتها   ساحة الحرية، و الان تنفذ ضدها عقوبات  في العامين المنصرمين بشكل جديد و هو ما نشهده من انفلات امني  في هذه المدينة المدنية  المسالمة و توظيف هذا الانفلات الامني بأشكال مختلفة،  كإستهداف قادة الثورة و محاولة تصفيتهم جسديا في  بيئة من الانفلات الامني يفتعلها نظام المخلوع ليسهل عليه ارتكاب جرائمه دون ان  يترك  خلفه أثراً ، فكان الاعتداء على الدكتور ياسين القباطي في ?? يونيو المنصرم محاولة  للتخلص من ابرز وجوه النضال السلمي لأكثر من ثلاثين عام ضد نظام المخلوع،  فالبرغم من وجود نقطة أمنية  في الشارع الذي تقع فيه عيادة الدكتور القباطي في شارع الحروي، فقد تعرض الدكتور القباطي رئيس المركز اليمني للعدالة الانتقالية لثلاثة عشر طعنة  بينما كان يؤدي واجبه في معالجة المرضى داخل عيادته دون ان تسرع  النقطة الأمنية لإنقاذه، و كيف لها ان تهرع لمكان الحادث و قد أحدثت زحاما شديدا في هذا الشارع الضيق  و عرقلت حركة السير فيه، بحيث يصعب عليهم الوصول لأي حادث  يطلب منهم التوجه إليه.

 

لم يوظف الانفلات الامني للتخلص من مناصري الثورة فقط، بل يوظف من اجل تشويه صورة الثورة و التغيير الذي ننشده جميعا، و من أجل تحقيق مكاسب للصف الآخر- نظام المخلوع- الذي يثير كل هذه الفوضى و يخلق و يعزز الانفلات الامني ليبدو و كأن عهده الذي امتلأ بالحروب شمالا و جنوبا و الذي انتشر فيه تنظيم القاعدة، اكثر آمنا و استقرارا من الفترة التي تلت الثورة، فيلبس الثورة قميص يوسف. 

 

إن هذه التحديات الشرسة التي تواجه الثورة ليست بأمر مستغرب، فالنظام السابق يلفظ أنفاسه الأخيرة، و لكن لأنه نفس شيطاني لن يلفظ أنفاسه بسهولة، بل إنه و هو يلفظ أنفاسه الشيطانية يحاول ان يدمر و يخرب و يقتل كل ما حوله حتى لو كان وطنه، و هذا دليل ان نهايته باتت وشيكة.

 فالصبر الصبر، و الإصرار الإصرار، و الصمود الصمود أمام هذه الأنفاس الشيطانية،  و الحذر كل الحذر  من اليأس أو الانحراف عن مسار التغيير المنشود و الأمل القريب في بناء اليمن الجديد.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي