الإعلام بين الحياد والمهنية

كتب
الخميس ، ٢٥ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٣ صباحاً

 

خرجت تقارير أوروبية تتحدث عن الإعلام العربي وبُعده وقربه عن الحياد والمهنية وكانت الأحداث في مصر تقدم دليلاً على تخلف هذا الإعلام وعدم حياده ومهنيته، مقدمة أدلة واضحة لأهم القنوات العربية ...والحقيقة لا يمكن أن نتحدث عن إعلام محايد بمعنى كلمة الحياد فلا يوجد إعلام محايد فكل إعلام له أجندته وسياسته ...لكن هناك مهنية إعلامية هذه المهنية تتعلق بصدقية الخبر ونقل الصورة كماهي. 

 وهنا تتدخل الأجندة في تلوين هذا الخبر أو ذاك بما لا يستغفل عقل المشاهد ولا يلوي عنق الحقيقة بما يعطي للمشاهد فرصة متاحة لتكوين الرأي الصائب والوصول إلى الحقيقة.. هذا هو الإعلام العالمي المحترم لديه مساحة من المهنية تمنعه من أن يكون مصدراً للأكاذيب أو مفرخاً للفتن والتحريض عن الكراهية والإقصاء والعنف بين المجتمع الواحد .... التقرير الفرنسي أخذ قناة الجزيرة والعربية نموذجين متناقضين في تغطية أحداث مصر، ففي الوقت الذي صورت العربية الحدث كثورة ثانية متماهية مع الإعلام المناهض للرئيس مرسي، قدمت قناة الجزيرة الحدث كانقلاب، مع ملاحظة أن تغطية العربية كان فيها الضيوف يمثلون لوناً واحداً، فالضيف الأول مع الانقلاب ضد الرئيس المنتخب والضيف الثاني يطالب بإقصائه وحزبه نهائياً عن الحياة السياسية وإقصاء تيار واسع في المجتمع المصري، وتذهب القناة بعيداً في التحريض ضد طرف في المجتمع ... بينما تقدم قناة الجزيرة ضيوفها من اللونين والطرفين تماماً وبنفس المساحة وهذه هي المهنية التي كسبت بها قناة الجزيرة شعبيتها ومازالت، فالمهنية في النهاية لصالح الحقيقة ولصالح الوسيلة الإعلامية هذه أو تلك وهي المهنية التي مازال العالم العربي يفتقدها لأن الاستبداد مازال مترسخاً في العالم العربي ومازالت ثورة الحرية مستمرة تقاوم الأجهزة الموجودة المعروفة بالدولة العميقة وتقاوم ثقافة الإقصاء والتعصب المترسخ في عمق الثقافة العربية التي تقف مسئولة بشكل مباشر وراء كل التخلف والبلاوي التي نعيشها اليوم. 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي