القوى الثورية في مصر والتجربة اليمنية

كتب
الخميس ، ١١ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٦ صباحاً

 

المؤامرة على مصر اكبر مما يتوقعها الكثير ، فهي مؤآمرة إقليمية ودولية ، لتدمير مصر كما دمرت العراق وسوريا من قبل ، فبالإضافة للتآمر على الاخوان المسلمين فإن الهدف يتعداهم الى تدمير الجيش المصري الذي استدرج للقيام بالانقلاب الخاطئ الذي يهدد مستقبل الديمقراطية والاستقرار في مصر ،  كما يستهدف ما تبقى من القضاء المصري  وكل مقومات الدولة ، وبالتالي سينعكس هذا الدمار الذي سيحل بمصر على كافة الدول العربية ، وبهذا سيكون هذا المخطط الحقير قد قضى على حلم التغيير والديمقراطية و قضى على مكون الدولة ، وحتى تكون هذه الدول التي قامت بها ثورات الربيع العربي عبرة للآخرين ، فلا يفكر ابناء الدول الاخرى الاقتداء بهذه الثورات.

 

فعلى  كل القوى السياسية التواقة للديمقراطية والتغييرفي مصر  : ان تستشعر خطورة الوضع الذي وصلت اليه البلاد والكارثة المحققة التي تنتظرهم جميعا بدون استثناء والدمار الهائل الذي سيحل بوطنهم ، فرغم مابينهم من فجوات عميقة وجراحات غائرة وأحقاد متبادلة ، الا ان المسئولية الوطنية والتاريخية تحتم عليهم تجاوز كل ذلك استشعارا لما هو اخطر وان يقوموا بواجباتهم ويتجاوزوا  انانيتهم ، من اجل افشال هذا المخطط المرعب الذي يستهدف الوطن كله وقد بدأ تنفيذه ، ولن تستطيع قوة واحدة بمفردها القيام بهذا الواجب مهما بلغت امكاناتها ، لذلك يتوجب على هذه القوى ان تقترب من بعضها وان تتجاوز خلافاتها وان تنسى الماضي والحاضرالمرير الذي بينها ، وتوحد صفوفها ، حتى تستطيع ان تقف امام الخطر الداهم وفق رؤية وطنية تتجاوز الصغائر ولا تجتر الماضي ، وليت قيادات القوى الثورية في مصر كانت استفادت من تجربة اللقاء المشترك في اليمن ولا تأخذها العزة بالإثم وتعتقد انها اكبر من ان تستفيد من تجربة اليمن ، فاللقاء المشترك رغم المآخذ التي تؤخذ عليه ورغم القصور الذي يعتريه ، ورغم الخلافات التي تحصل بين قياداته احيانا ، الا انه يضل نموذج فريد في المنطقة العربية استطاع ان يجمع الاسلاميين بالاشتراكيين والقوميين  ، وحقق نجاحات كبيرة في مقدمتها قيادته لثورة الشباب التى أدت الى الإطاحة برموز النظام السابق ، ولا تزال تنتظره مهام جسيمة ، والكل يعول عليه في قيادة التحول الديمقراطي وتأسيس الدولة المدنية الحديثة بالتنسيق والمشاركة مع كل قوى الثورة السلمية وفي مقدمتهم الشباب ، وبقدر ما تمنينا على القوى الثورية المتصارعة في مصر الاستفادة من التجربة اليمنية ، فإننا في المقابل نطالب ونناشد قيادات اللقاء المشترك ،ان تستفيد من اخطاء القوى الثورية المصرية  ، ولا تجعل الخلافات المصرية تلقي بظلالها على الساحة اليمنية ، وتؤثر على تجربتها وتنقل صراعاتها الينا، بل المطلوب من اللقاء المشترك ان يحصن اعضاءه من مخاطر الفتنة والصراع فيما بينهم ، ويطور آلية العمل المشترك الى ماهو افضل ، فقد حملوا امانة كبرى ، فكل تضحيات الشباب وارواح الشهداء ودماء الجرحى امانة في اعناقهم ، يجب عليهم ان يستشعروها في ضمائرهم ويضعوها نصب اعينهم ، مترفعين عن الخلافات الحزبية والولاءات الفكرية الضيقة ، حتى يخرجوا الوطن الى بر الامان ، مستفيدين من اخطاء الآخرين ،  والعاقل من اتعض بغيره...  وكل عام ووطننا بألف خير.

 

*رئيس كتلة الاحرار بمجلس النواب

الحجر الصحفي في زمن الحوثي