لهذه الأسباب .. نعم للانقلاب (1)

كتب
الجمعة ، ٠٥ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٥:١٦ صباحاً

 

قال تعالى : (( إن فرعون ، وهامان ، وجنودهما ، كانوا خاطئين )) .

من خلال هذه الآية الكريمة .. يعلِّمنا القرآن الكريم أن النظام الظالم المفسد ، ليس الفرد الحاكم لوحده ، وإنما معه :

ـ ( سلطة سياسية ) التي يرمز لها القرآن الكريم بـ( هارون ) 

ـ و ( جنودهما ) وهؤلاء الجنود عبارة عن ( خمس سلطات ) تدعمه وتحكم معه وتؤيده وتبرر فساده .

ونستفيد من هذه الصورة القرآنية الواضحة .. بأن أي حركة تحررية ثورية صالحة ، يجب أن تأخذ بالحسبان ، في حال إحداث ثورة تغيير ، أن تكون ثورة جذرية قوية ، وهذا لن يكون إلا بفصل الثورة الجديدة عن الماضي البائد تماما ، أو على أقل تقدير الحذر منه ، مثل وزراء الظالم السياسيين ، وجنودهما المتمثلين بهذه السلطات الخمس :

1) السلطة القضائية 2) السلطة العسكرية 3) السلطة المالية 4) السلطة الدينية 5) السلطة الإعلامية .

 

ولو تأملنا بعمق للانقلاب الذي حصل في مصر ، لوجدنا أن الحاكم موجود في السجن ، لكن سلطته السياسية المتمثلة بالوزراء ، وجنوده من السلطات الخمس ، ظلت تعمل مجتمعة وبقوة ، وتعرقل أي تطور يقوم به الرئيس مرسي ، من أول يوم جلس فيه على كرسي الحكم ، وأخيرا جاء هذا الانقلاب ، ليفضح أذناب الحاكم الظالم ، الذين صنعهم بنفسه ويعتقدون بعقيدته .. ويجب أن يأتي يوم يعلم الناس حقيقة هؤلاء الظلمة ، ويجب أن تنزع هالة التقديس التي أضفاها الحاكم والشعب عليهم على حين غفلة وجهل .

 

•وإلا قولوا لي بربكم :

 

ـ من كان يستطيع أن ينتقد أفعال بعض القضاة الفاسدين ، الذين عرف الجميع فسادهم في مصر ؟ 

** فجاء الانقلاب ليكشف حقد ( القضاة ، والمحكمة الدستورية ، والمجلس الأعلى للقضاء ، ونادي القضاة ).

 

ـ ومن منا يتجرأ أن يتكلم على جيش مثل جيش مصر العظيم ، الذي لا يخطئ ولا يخون ولا ينطق عن الهوى ؟

** فجاء الانقلاب ليكشف خيانة جيش مصر المتربص بالديمقراطية ، المنحاز لفكرة القوة ، المعتدي على القانون .

 

ـ ومن يستطيع أن ينتقد إعلاميا فاسدا فاحشا ، حتى لو فاحت رائحة الفتنة من فمه ؟

** فجاء الانقلاب ليفضح قنوات وصحف الفتنة والتحريض ، وأبواق الظالم الذين كانوا يزينون قبائحه وفساده .

 

ـ ومن كان يتجرأ على ذكر خطأ ( السلطة الدينية ) التي ساندت الظالم وتواطأت معه وقدمت له الفتوى المفصلة ؟

** فجاء الانقلاب ليفضح حقد الكنيسة الدينية بحضور البابا تواظروس ، وتواطؤ شيخ الأزهر المعين من الظالم التابع لحزبه الوطني ، ومعهما حزب النور ، صاحب نظرية طاعة ولي الأمر السعودي .

 

ـ ومن كان يدرك فساد رؤوس المال ، ورجال الأعمال الذين نهبوا البلاد والعباد ، وأكلوا الأخضر واليابس ؟

** فجاء الانقلاب ليفضح هؤلاء السرق الفاسدين ، الذين يتهربون من دفع الضرائب الخاصة بالفقراء والمساكين ، ويحولون أموال الشعب للخارج ، ويمتلكون قنوات مشبوهة ، وصرفوا أموالا طائلة لدعم ( التمرد ) لإفشال قيادات الثورة النزهاء الصالحين .

 

ـ لأجل ذلك .. أنا سعيد بـــ ( الانقلاب ) وما تبعه من أخطاء وتصرفات مرتبكة رعناء من ( الانقلابين ) من أجل أن يظهر الوجه المشرق ، والأخلاق العالية ، والأداء المتميز .. لمن جاءوا إلى السلطة بصورة شرعية شريفة .

ولله في ذلك حكمة .. والله غالب على أمره ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون .. ولكل فتنة ومحنة ( وجه مشرق ) لا يدركه إلا من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي