إب.. جبران.. الرئيس

كتب
الأحد ، ٣٠ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٣ صباحاً

 

لم يقدم رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي شيئاً لمدينة إب منذ توليه مقاليد الحكم بتأييد مليون مواطن إبي ضمن 6 ملايين صوت معلن، أسوة بما يفعله للمدن الأخرى المهمة في حساباته السياسية.. بل دَفن آخر نواياه الطيبة المنتظرَة تجاه إب.

أصدر الرئيس بالأمس قراراً جمهورياً بتعيين جبران صادق باشا وكيلاً مساعداً لمحافظة إب للشؤون المالية والإدارية، ليراكمَ السخط الشعبي ضد الدولة.. ليصدق شكَّنا في الاستخفاف بالمدينة. ولا أدري هل سأل الرئيس نفسه قبل توقيعه: هل كان هذا هو الامتنان الأمثل لمدينة مُهملة لم تتوقف أبداً عن البحث عن إجابة التهميش المتواصل؟

ويقابل تطلع مواطني المدينة الخضراء إلى مستقبل أفضل بعد ثورة فبراير، صدمات ومؤامرات سياسية لا تسمح لهذه المحافظة بالتطور وبالحصول على أقل حقوقها في المساواة مع المحافظات الأخرى.

تنام إب على قهر حكومي وتصحو على آخر.. ولأنها تعيش بدون صخب أو زيف تؤخذ على غفلة من أمرها مرة تلو أخرى.

في العدين مسقط عقل جبران باشا ستقول لك الأحجار والأشجار عن ظلم وانتهاكات //"باشوي//" بشع ضد المواطنين، لقد مثل الشيخ الباشا في العدين ومحمد منصور في الجعاشن السمعة السيئة التي يعرفها كل اليمنيين عن منطقة العدين، وعن مدينة إب. فهؤلاء النموذج الأسوأ للشيخ الذي يتخلى عن مواطنيه يهينهم ويستعملهم بالسخرة ولا يحترم كرامة.

ومنها خرجت نماذج أصغر منها، كرَّست بما ملكت من مال ونفوذ وفَّره لها نظام متسلط سابق للإنسان المهدور المقهور، وللطبقية والتمايز الذي جاءت ثورات اليمنيين المتلاحقة لإزالتها.

انضم جبران للثورة الشبابية الشعبية السلمية ضمن من انضموا لها، وحين أعطتهم فرصة تجرؤوا على مبادئها وكان ضمن الجانب المظلم في الثورة المسروقة والمفترى عليها. وتثبت ذلك قضية آل الجعوش المقتول على يد حليف التسلط والظلم لجبران الباشا.. واتهمت //"الثائرة//" البسيطة بشرى الجعوش جبران باشا في أكثر من مقابلة بالتستر على القاتل الذي لم يتم القبض عليه حتى اليوم.

لقد كانت ردة الفعل النابعة من قلب ثورة الشباب الشعبية السلمية على تلك الحادثة ثورة صغيره بتأسيس ساحة المظلوم التي تأسست بعد مقتل أحمد الجعوش ونجلة عيسى في 7-1- 2012 وتم نصب أول خيمة يوم 8-1-2012 في قلب العدين وبالقرب من صادق باشا، كانت إفرازاً طبيعياً للثورة حيث يتطلع الناس هناك إلى فرصة لم يمنحها النظام السابق لهم فهواياته اقتصرت على تكريس القمع وأدواته. لكن الفرصة أتت مع ثورة الشباب فرصة انتظروها طويلاً، والخاسر في هذه الحالة هم ورثة علي عبد الله صالح أبناؤه المخلصون لأفكاره في استعباد الناس وقهرهم.

كان طبيعياً أن يقابل ثورة ساحة المظلوم ثورة مضادة قادها جبران باشا بإخفاء القاتل الذي لو طبق القانون بحقه فستكون سابقة وضربة توجَّه لحلفائه، ثم اعتداء بلاطجتهم على الساحة وعلى بيوت المعتصمين واختطاف بعضهم حتى اللحظة. ليست هذه القضية وحدها المعروفة عن الباشا فسمعته مشهودة في انتهاك حقوق الناس، وإهانة الناس.

وتعيين مسؤولين علينا بهذه السمعة ليس //"عودة إلى الوراء//" بل هرولة.. إنها تعيد إنتاج المنظومة السابقة تحميها تتقرب منها. إننا نسبها بأقوالنا وندافع عنها بأفعالنا كفعل الرئيس بقرار يثبت أننا مازلنا نفكر بالعقلية القديمة ذاتها، اختار الشيخ المنصب المهم: وكيلاً مساعداً //"لـلشؤون المالية والإدارية//" وصدر القرار الجمهوري.

بدل أن يحترم النظام الجديد رغبة مواطني إب في التخلص من ماضي الشيخ المتسلط ويفي بما وعد، بدل أن يدعم ثورة المقهور احترم رغبة الشيخ القاهر وأسند ثورته المضادة، وعيَّنه مسؤولاً على المقهورين.

القرار يلهينا عن مشاكل لا تنتهي للمدينة المُهملة بسبق إصرار وترصد، وبعد الآن وعلى إب ألا تعوِّل على أحد في تبني خياراتها.. وليسمع صوتها القاصي والداني، فلم يع صانعو القرار أن جبران وأمثاله سقطوا في فبراير 2011 فلا تقيموهم!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي