الطاغية الخامس عشر في إب

كتب
الاربعاء ، ٢٦ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٢٥ صباحاً

 

 

لفت إنتباهي ،صورة لوريث طاغية العدين جبران باشا _التقطت له عام 2004_ في حديقة" قصر ?رساي" بالعاصمة الفرنسية باريس _ ?رساي قصر ملك فرنسا لويس الرابع عشر _ ،نشرها صاحبها مطلع مايو الفائت في صفحته على الفيسبوك،وكأنه كان يخطط ويعلم بأن قرارا جمهوريا سيصدر بتعيينه الوكيل الخامس عشر لمحافظة إب ،وأظن الفارق كبيرا بين لويس الرابع عشر والطاغية الخامس عشر 

كواحدة من القرارات العجيبة ،يُعد تعيين جبران باشا وكيلا لمحافظة إب بعد الثورة السلمية خطأ كارثي بكل المقاييس ،وصدمة تُهز ثقة دعاة التغيير بصناع القرار السياسي،وهذا يشي بأن المحاصصة تطفح بكوارث جديدة،و كأن صراع الرئيس هادي مع المخلوع علي صالح على زعامة المؤتمر وابرام التحالفات،تدفعه للإرتماء في جب القوى التقلدية،وهذا ما يتجلى في تعيينه لنجل طاغية العدين وكيلا لمحافظة إب .

يتفق جميع الناشطين في شبكات التواصل الإجتماعي بأن قرار كهذا يقضى على تطلعات الناس بدولة مدنية ومواطنة متساوية وعدالة ينعم بها اليمنيين بعيدا عن إي تمايز من أي نوع،كما تُعتبر القرارات العشوائية التي يصدرها الرئيس هادي طامة كبرى لأن طباخيها لم يدركوا بعد أهداف الثورة التي اطاحت بالمخلوع علي صالح من كرسي الحكم ،وهذا ما يفهم من استمرارهم في إداررة البلد وفق للمعايير والحسابات القديمة خارج وعي اللادولة التي أدر بها علي صالح البلد لأكثر من 33 عاما . 

ولمن يُبرر إنضمام الرجل الى ساحة الحرية بمحافظة إب ،أقول،لم تكن ممارسات جبران صادق باشا يوما ما تعبر عن روح وأخلاق ثورية ،،وإنضمامه للثورة في مارس 2011 لم تدم سوى أسابيع معدودة وعاد الى مرتعه الطغياني القديم ، لأن إنضامه للثورة لم يكن سوى تكتيك سياسي وإجراء إحترازي تحاشيا لمخاوف والده والده طاغية العُدين صادق بن علي بن محسن باشا من تكرار إنتقام الثوار منهم نتيجة على غرار إنتقام الثوار منهم وتدمير منازلهم مطلع العهد الجمهوري بعد ثورة 26 سبتمبر 1962.

هناك فرق بين شباب ثورة لا يمتلكون سوى الصدور العارية ونخب سلمية تؤيد الثورة ،وبين مشائخ أنظموا للثورة في محاولة منهم للنجاة من طوفان الثورة ،وجبران باشا واحدا منهم ،ومن يقلب تأريخه الاستبدادي ،يجد رصيده حافلاً بإنتهاكات إنسانية ضد أبناء العدين،علاوة على ذلك تورطه في قضايا وجرائم فساد اثناء رئاسته للجنة التخطيط بمحلي إب . 

وفي العُدين بمديريتها الأربع ( مُذيخرة،حزم العدين،فرع العدين ،العدين) ،الف دليل على إستبداد الناس الرجل بصفتة شخصية ،او بمشاركة والده جرائمه ضد أبناء العُدين ،ولديهم غطاء سياسي يوفرهم شقيقه الأكبر البرلماني المؤتمري نبيل باشا .

وأبرز جريمين لجبران باشا تستره على قتلة أحمد الجعوش وإبنه منذ يناير 2012،وإقدام مسلحيهم في مايو 2012 على إختطاف الناشط في ساحة "نصرة المظلومين" في العدين الدكتور أحمد العامري وإيداعه في سجنهم الخاص "سجن العدنه " بمنطقة قصع حليان،لأنه حاول قيادة ثورة المظلومين في العُدين ضد آل الباشا .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي