رسالة المقيمين إلى جلالة خادم الحرمين

كتب
الاثنين ، ٢٤ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٠٧ صباحاً

 

في بداية الأمر تخوفنا كثيرا من القرارات الأخيرة للحكومة السعودية والمتعلقة بتصحيح أوضاع المخالفين لقانون العمل والهجرة والجوازات ضمن المهلة المحددة بثلاثة أشهر والتي تنتهي في 24 / 8 / 1434هـ  . ولكن بعدها تيقن أكثر المتشائمين منا أن هذا هو الحل الأمثل والسبيل الأصوب لتصحيح أوضاع طال اعوجاجها وأخلت كثيرا بضوابط العمل والعمالة وحقوق العاملين . ورأينا كيف تحمل صاحب العمل مسئوليته وبدأ يسارع بنقل كفالة عماله عليه ويبدي اهتماما بتصحيح أوضاعهم وترتيب أقاماتهم , وهو ما لم نعهده فيهم من قبل !

والعامل منا وجد فيها أمانا وطمأنينة حيث سيستقر وضعه ولن يعود خائفا مطاردا , وأصحاب المهن المحدودة وجدوا أمامهم فرصة للتغيير إلى مهن يستطيعون بها العمل لدى من يحتاجهم وفقا للنظام والقانون . ومثل هذه القرارات الحكيمة ليست مستغربة ولا جديدة على حكومة جلالتكم الساعية بها لتحقيق الصلاح والخير للجميع بلا ضرر ولا ضرار ولا ظلم ولا أقهار . فاليوم سيتحمل صاحب العمل مسئوليته ويقوم بواجبه تجاه مكفوليه ويؤدي للوطن ولاءه وللعاملين حقوقهم كاملة غير منقوصة , والمقيم سيؤدي عمله بأمان ويجد في أرض الحرمين العدل والخير والإحسان الذي فقده كليا في وطنه الأم , كما أن تصحيح وضعه يؤدي إلى إتقان عمله وزيادة إنتاجه وحبه للملكة أرضا وحكومة وشعبا .

وفي هذا السياق فإننا نرفع لمقامكم السامي التماسنا الكريم والذي نتمنى فيه من جلالتكم تمديد فترة تصحيح الأوضاع لفترة أخرى تنتهي مع بداية العام الهجري الجديد 1435هـ وإن زدت ـ يا ملك العطاء ـ فمن عندك وأنتم أهل للحلم والكرم . فهناك جموع غفيرة تسعى لتصحيح أوضاعها ولا يسعفها الوقت لذلك , فمنا من لا يزال يفتقد التواصل مع كفيله ومنا من يبحث له عن موقع عمل ينقل عليه ومنا من ينقصه المال المطلوب , والمعوقات كثيرة وبتمديد فترة التصحيح سيتسنى لهم تخطيها , كما أن هذا الالتماس هو أيضا لسان حال المواطنين أصحاب الأعمال التجارية والكافلين الراغبين في نقل وضع مكفوليهم على غيرهم , فهم كذلك يعوزهم الوقت لترتيب أعمالهم ومتابعة أوراقهم , وربما هو كذلك مطلب اللجان العاملة بهذا الخصوص , فهم يطوون الوقت طيا لإنجاز معاملات المتقدمين ولكنهم يعجزون أمام حجم الطلبات الموجودة بين أيديهم , وهناك ملايين غيرها تنتظر دورها لتصل لهم , فهم بالتأكيد يحتاجون للتمديد ليتمكنوا من انجاز مهامهم دون تفريط في حق مقيم واحد لم يسعفه الوقت لإتمام معاملته .

الكل ـ يا ملك القلوب ـ يحتاج منكم تمديد فترة التصحيح ويأملون مع قدوم شهر رمضان المبارك وما فيه من التقرب إلى الله بصالح الإعمال أن تستجيب لهم وتمنحهم هذه المكرمة .

وإنك لتعلم أن هذه الشريحة الكريمة من المقيمين ما قدموا دياركم المباركة إلا فرارا من ظلم وهروبا من ضيق وشرودا من قهر , فأقبلوا يلتمسون عندكم عدلا وسعة ورحمة . وحاشاك ـ يا ملك الإنسانية ـ أن تجمع عليهم فوق ظلم أهلهم ظلمين أو ثلاثة .

تقبل الله منا ومنكم وسدد على الخير خطاكم . وسلام من الله عليكم .

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي