12 صفة للجماعة الفاشية

كتب
الثلاثاء ، ١٨ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٠٣ صباحاً

 

نضع هنا بالترتيب عوارض الفاشية التي تسهّل معرفتها تشخيصها عيانا (مع الانتباه أن أيا منها لا يكفي وحده، ويجب أن يجتمع بعض من هذه العناصر على الأقل لتحقق الظاهرة).

1. السيطرة عبر تمثل تصور صنمي لجماعة ذات بعد واحد (عرق، حزب، قومية، جماعة دينية) خارج المجتمعات الإنسانية المركبة الحقيقة وفوقها، ورفعها قيميًا فوق حياة الأفراد.

2. تجسّد روح الجماعة أعلاه في أشخاص هم القادة الذين يتقمّصون روح الجماعة، ويعبّرون عن جوهرها وروحها وعبقريتها المفترضة.

3. تديين أو تقديس أشياء دنيوية إلى درجة عبادتها: قيادة حزبية، أنصبة، الجيش، الحزب، الطبقة، إنتاج فكري لمثقف ما يحوّل الى نص مقدس ودليل عمل... وغير ذلك، واستخدام الإيمان الناتج في تكريس السيطرة على المجتمع.

4. اعتبار العنف في السياسة هو القاعدة وغيره استثناء الى أن يتحقق الانسجام الاجتماعي في ظل الفكرة المسيطرة.

5. دنيوَة (من دنيا) مؤسسات وقيم ورموز دينية روحية وتحويلها إلى مؤسسات دنيوية وقيم مادية، ثم إحالة (2) عليها، اي تقديسها بصفتها دنيوية، مثل تقديس رجل دين ليس بصفته متلقيا للوحي، في عصر لم يعد فيه أنبياء، بل بصفته قائد سياسي أو حزبي يتمتع بقدسية دنيوية، أو تقديس مذاهب دينية ليس بصفتها مذاهب بل بصفتها طوائف وأحزاب سياسية. (هذه ظاهرة حديثة فهنا تتعلم الحركات الدينية من الحركات الفاشية فالأخيرة عموما علمانية).

6. إعادة كتابة تاريخ الجماعة ليظهر وكأنه يقود بشكل طبيعي إلى سيطرة هذه التخيلات الواقعية، بما في ذلك التزوير المقصود للوقائع والأحداث، ونسج الأساطير.

7. انتاج أدبي فني حسي يصور هذه الأساطير لربط الأتباع شعوريا وتقوية إيمانهم، والتعبير عن كل هذا في طقوس جماهيرية تفرض جاذبية وسطوة ورهبة على الحضور في الوقت ذاته، وتستعرض الأساطير أعلاه بشكل تصويري.

8. إحلال القضية السامية التي يتحد عليها افراد مؤمنون بها محل الضمير الأخلاقي، بحيث يخضع لها سلوك الإنسان، ويبرر ارتكاب أفعال من أجلها، تعتبر عادة غير أخلاقية: مثل قتل الأبرياء، والتآمر، والطعن في الظهر، والكذب، وخيانة المبادئ ذاتها التي تسوق للجمهور، إذا اقتضت مصلحة القضية ذلك. هنا تصل الفاشية حد العبث فهي تبرر خيانة "القضية" من أجل "القضية".

 

9. إسقاط عناصر من الواقع عند فهمه، وإخفاء الحقائق، وعدم التورع عن الكذب، والخداع من أجل تبرير السلوكيات لأولئك الذين لا يؤمنون بهذه "القضية"، أو لإقناع من ضعف أيمانه من المؤمنين بها، بأنها منتصرة حتما.

10. اعتبار سلوك الناس كالقطيع خلف كل هذا هو الأمر الطبيعي، والتفكير الفردي النقدي الحر خيانة.

11. استخدام العنف الجسدي والكلامي كأمر طبيعي ضد الرأي المخالف إلى أن يتعرف المجتمع على "حقيقته" و"ينسجم مع ذاته" عبر قبوله لفكر التيار الفاشي.

12. الفاشية في منشئها علمانية معادية للدين، ولكن الحركات الدينية معرضة لها مثل الحركات العلمانية حين تقدس الحزب والحركة والطائفية ورجل الدين القائد، بما هي كيانات دنيوية. وفي مثل هذه الحالات تقترض الحركات الدينية رموز وطقوس الحركات الجماهيرية الحديثة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي