مقتل الشابين العدنيين والامتحان العصيب للشيخ العواضي أمام نفسه

كتب
الثلاثاء ، ٠٤ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١١:٠٥ مساءً

 

 

 

   الاخ الشيخ / علي عبدربه العواضي                                              الأكرم 

                                                  بعد التحية والتقدير 

 اكتب اليك هذه الرسالة المباشرة استشعارا مني بواجب النصيحة  لهامة وطنية عهدها كل من تعرف عليها عن قرب او سمع عنها من ابناء الشعب اليمني بالتواضع والاستقامة والعفة، ولم تقترن هذه الشخصية الوطنية باي حال من الأحوال باي سلوك عنجهي مما اتصف به كثير من المشائخ والشخصيات الاجتماعية متعالين عن عامة الناس وهذا امر يقدر لكم محسوب في صفحة تاريخكم وانا شخصياً احد من عرفكم من قرب في سفر جمعني بكم قبل حوالى اثنى عشر عاماً فى مشاركة في احدى المؤتمرات الاقليمية الذي عقد في عاصمة عربية،  وقبلها كنت متشيعاً بأسرة العواضي مثلي مثل معظم ابناء محافظة تعز الذين انطبع اسم هذه الاسرة من خلال تاريخ الشهيد احمد عبدربه العواضي الذي ترك بصمات رائعة بالمحافظة وذكراً خالد  اثناء ما كان محافظا  لها فأصبح تاريخاً يتوارثه الأبناء عن آبائهم. 

 

         الاخ الشيخ /علي العواضي  كانت هذه مقدمة لابد منها وبعدها سأدخل للموضوع مباشرة. 

شيخنا الجليل أقدر الوضع الذي انت فيه وماتتعرض له من امتحانً عصيب امام نفسك جراء الحادثة التى لم تكن في حسبانك والتى راح ضحيتها شابين بريئين من ابناء محافظة عدن ظلماً وعدوانا وكلي احساس وثقة ويقين انك متألماً اكثر من كل الأطراف لما حصل وهذا ابتلاء  واختبار مصداق لقوله سبحانه وتعالى ( الم، احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ،ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين ) صدق الله العظيم.

       شيخنا العزي كان تصريحكم  الاول رائعاً جداً عندما صرحت بقولك : نسلم انفسنا للقضاء وهذ التصريح تعبيراً صادقا عن فطرتكم النقية المعهودة لدى الجميع ، اما التصريح الاخير فقد كان فاجعة ومخيباً للأمال ومحبطً لمحبيك عندما بررت ان الشهيدين كانا متسببين للحادث من خلال تفحيطهم بالسيارة امام موكب العرس وانا هنا أتساءل ياسيدي هذا الفعل من الشابين على افتراض انه حدث هل يجيز قتلهما تحت اي قانون او شريعة فضلاً عن شريعتنا الاسلامية الغراء التى بينت ان هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم أمرءاً مسلم.

 

       اخي الشيخ الفاضل اشهد الله أنى اكن لكم كل التقدير والاحترام وربما لا تعرفني كما أعرفك ولهذا ارجو الله لك التوفيق وان يثبتك على الحق مهما كان مؤلماً ومراً ولهذا اقول لك انه لا يسعك الا ان تسلم الجناة للقضاء ولا تلتفت لمن يثبطوا عزيمتك عن ذلك وإن  أبدوا لك الحرص والحب فإنهم حقيقة  يسيئون لقامتك السامقه وتاريخك النقي وسمعتك العطرة ، فهذه الصفات التى اتصفت بها هى اليوم امام اختبار عملي وحقيقي وأذكرك بحديث المصطفي صلى الله عليه وسلم القائل (والله لو ان فاطمه بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها) ، كما أذكركم بموقف السموءل الذي حافظ على امانة امرؤ القيس الكندي بدم ابنه رفض تسلمها لأعدائه فهددوه بقتل ابنه الذي كان بين ايديهم إذا لم يسلمها ففضل ان يقتل ابنه امام عينيه على ان يوصم بعيب في تاريخه رغم انه عاش في فترة الجاهلية قبل الاسلام فذبح ابنه امام عينيه كالخروف وهو راض غير أسف على ذبحه فخلد اسمه في التاريخ الى يومنا هذا والى ان يرث الله الارض ومن عليها واصبح يضرب فيه المثل بالوفاء ولو كان موقفه غير ذلك لما كان شيئاً مذكورا.

 

    اخي الشيخ الجليل هناك اشخاص وشخصيات اجتماعية ارتكبت جرائم اكبر بكثير من هذه الجريمة التى حدثت وربما لم يسائلهم احد ولم يقفوا امام العداله وهؤلاء أربأ  بك ان يكونوا قدوتك وأن تقيس قضيتك على قضاياهم الضالمه لأنك ارفع منهم هامة ونحسبك اتقى وانقى ولذلك من باب النصح الصادق فإني اطالبكم بتسليم مرتكبي الجريمة الى القضاء حتى تبري ذمتك امام الله اولا ولا ينطبق عليك قوله تعالى (هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا )   وانا بهذا لا انطلق من منطلق الوضع الراهن الحساس كما يصفه الكثير ولا لأن  الشابين المقتولين من عدن وليس تحت اي ضغط اجتماعي ولكن من منطلق ديني ومبدئي وقيمي حتى لو لم يكن الشابين من عدن فالدم حرام حرام وإزهاق النفس البشرية جريمة من اي مكان كان المقتول ظلما.،،،، ودينا وخلقا لا يسعك الا التسليم للقضاء ليضي الله امراً كان مفعولا ، وما يدريك لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

 

     اما الجهات المختصة ابتداء من رئيس الجمهورية مرورا بحكومة الوفاق وانتهاء بوزير الداخلية ، وما يشاع من ترددهم وعدم الجدية بإلقاء القبض على المتهمين فإني اذكرهم بموقف امير المؤمنين عمر بن الخطاب من ابن الأكرمين ابن عمرو بن العاص والي مصر الذي اعتدى على القبطي ظلما وكيف انتصف له عمر من والي مصر عمرو ابن العاص وابنه ولم تشفع مواقف ابن العاص السابقة والمشرفة له بدرأ العقوبة عن ابنه وتوبيخه وإنصاف القبطي 

نريد منهم ان يطمئنوا الشعب اننا بعد هذه الثورة المباركة نعيش عهدا جديدا لا فرق فيه بين قوي وضعيف الا بالحق وبذلك سيقطعون ألسنة المزايدين وتربص المتربصين وحقد الحاقدين وقبل ذلك سيؤدون الواجب الذي يوجبه عليهم القانون.

 

 والله من وراء القصد

 محمد مقبل الحميري 

عضو مجلس النواب/عضو مؤتمر الحوارالوطني

الحجر الصحفي في زمن الحوثي