فخامة الرئيس .... انت امام خيارين لا ثالث لهما

كتب
الخميس ، ١٦ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٠٩ صباحاً

 

كثرت اعتداءات المخربين وأعداء الثورة والوطن على المصالح العامة والخاصة , وانتشرت العصابات المسلحة في شوارع وأحياء المدن والمحافظات , وتوسعت عصابات قطع الطرق بين المحافظات والخطوط الطويلة , وتضرر الناس بمصالحهم أضرار كبيرة أكثر مما تتضرروا أثناء الأحداث والمواجهات التي شهدتها اليمن أثناء الثورة الشعبية الشبابية السلمية , ومسهم الضر , وهم من كانوا يأملون كثيرا في تحسن أحوالهم عندما ذهبوا إلى  صناديق الاقتراع فرادى وجماعات يصبون اصواتهم لك يا فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي , وأكثر من 90% منهم من شباب الثورة ومن أبناء الشعب اليمني المساند لهذه الثورة العظيمة أملا في الخلاص من كل موروثات الماضي البغيض , ومنها التخلف , والجهل , والفقر , والرشوة , والمحسوبية , والوساطة , والهبات , وشراء المسئولين , والمحاباة , والفساد , وكل ملوثات الحياة التي شرعنها نظام المخلوع على صالح 33عام والذي كنت جزءا منه , وتفاءلوا كثيرا بالمستقبل , وبالقادم الذي هو أنت , والذي على أساسه سيتغير وجه اليمن , وستزول كل تلك المخلفات والكوابيس من عقولهم , وستتحسن أحوالهم , وسيتحولون إلى المدينة الفاضلة التي تخيل إليهم , او التي تتصورها عقولهم , أو على أقل تقدير سيبقى الأمر على ما كان عليه الحال قبل الثورة رغم قساوته اقتصاديا , وأمنيا , وإداريا , لكن كل تلك الأحلام والأماني والتخيلات أصبحت كالسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاء لم يجده شيئا , فلا تحسنت أحوال الناس , ولا تحققت أحلامهم , بل زادت الأوضاع سوءا.

فخامة الرئيس أصبح المواطن اليمني يقتل بلا سبب , وينتهك عرضه وشرفه بلا مقدمات , وينهب ماله وأرضه جهارا نهارا بلا خوف ولا خجل , الفساد توسع على ما كان عليه قبل الثورة واثنائها اضعافا مضاعفة , والعصابات المسلحة أصبحت هي سيدة الموقف في معظم مدن ومحافظات اليمن , والوساطات , والمحسوبيات عيني عينك يا رعوي , ولا ادل على ذلك توظيف اكثر من 150 خريج ثانوية عامة في محافظة تعز ليس لأنهم فقراء , او مساكين , او ايتام , وليس لانهم حفظة قرآن , او مبدعين , أو مخترعين , ولكن لانهم ابناء مشائخ , ومدراء مديريات , وأبناء مسئولين , ومدراء عموم , أو أقرباء لذوات القوم ووجهائها , والانفلات الامني يضرب بأطنابه أرجاء اليمن ولا حسيب ولا رقيب , وكل ما كان محرما قبل الثورة وأثنائها اصبح مباحا بعدها والسبب غياب الدولة واجهزتها المختلفة , والتي كانت غائبا في الأصل قبل الثورة بل وغير موجودة.

فخامة الرئيس أنت المسئول الأول في اليمن , وأنت من ستحاسب على كل ما يحدث في هذا البلد امام الله , وأمام التاريخ , وإن كنت قد امتلكت حصانة المحاسبة امام هذا الشعب كما امتلكها من كان قبلك , فسيحاسبك الله , والتاريخ , ليس لأنك لم تفعل شيء فأنت تحاول , ولكن لأنك قصرت , فإذا كانت الحكومة عاجزة عن تلبية احتياجات هذا الشعب من الأمن , والاقتصاد , والخدمات الأساسية كالماء , والكهرباء التي أصبحت تضرب بشكل شبه يومي , وتؤثر أثرا بالغا على حياة المواطن وهذه الحكومة مكتملة الأركان , والوسائل , والأساليب , والأدوات , وأجهزة أمنية بمختلف مسمياتها , وجيشا مجهزا لحفظ سيادة البلد ودفع أي اعتداء عنه , كل هؤلاء لا يستطيعون دفع الاعتداءات عن أبراج الكهرباء وأنابيب النفط , والقبض على مجموعة مخربين قد يكونون مدفوعي الاجر لاستهداف تلك الابراج والأنابيب , والوقوف وراء الانفلات الأمني الذي تشهده معظم محافظات اليمن لماذا لا تقيلها وبيدك الأمر؟ , ثم كيف سيثق بهم اليمنيون في صد أي عدوان خارجي ضدهم وهم لم يستطيعوا صد عدوان المخربين على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ؟ وإذا كانت مرتبطة بنصوص مبادرة مشئومة , فلماذا لا يضرب الجيش والأمن بيد من حديد كل من يعبث بأمن الوطن وبخدمات المواطن؟.

فخامة الرئيس إنك أمام خيارين لا ثالث لهما , إما بقاء الأوضاع كما هي عليه اليوم , والتي تقف خلفها حتما الثورة المضادة , وتضل صامتا لا تفعل شيئا , وتصبح في نظر الملايين من هذا الشعب قائدا للثورة المضادة , وإما تغيير هذه الأوضاع , والانحياز لمطالب الشعب في التغيير , وتحسين أوضاعهم والخدمات الأساسية التي تمس حياتهم اليومية حتى وإن اقتض الأمر الخروج على نصوص المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية لما فيه مصلحة الوطن ومصلحة ملايين اليمنيين , وتصبح في نظرهم " مانديلا " اليمن فعلا والخيارين بين يديك فاختر أيهما شئت.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي