أطفال الشوارع ظلام القادم وعتمة المستقبل..!

كتب
الاربعاء ، ١٥ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٥٩ مساءً

بقلم - نعائم شائف الخليدي :

مواطنة في وطن لاتتسع أوجاعه لأحلامي هذه العبارة كتبتها لإملاء فراغ وظيفتي في الفيسبوك وأصبحت محط وجع كلما التفت اليها نبضي المستنكر لهذا العبث الذي يكبل وطني المتشدق بالصراعات الكفيلة بإنجاب المزيد من المآسي لتُعلن ثورة أخرى تسقط كاهل الألم المتنهد بوجه تلك البراءة التي سُحقت طفولتها بين دهاليز السياسة أطفال الشوارع مأساة تسرد تفاصيل الضياع والعيش في كنف الأرصفة توسلاً للقمة تبقيهم على قيد المعاناة كل يوم تزداد أعدادهم بشكل يوحي بظلام القادم وعتمة المستقبل فأي غد ننشد ضياءه وأطفالنا طوابير حافية الحلم يتسولون البقاء في وطن لايمنحهم أكثر من حق التنفس فالهواء الشيء الوحيد الذي يمنح لهم دون عناء التشرد ..إحصائيات مخيفة نسمعها عن واقع الطفولة لا تبشر سوى بالإحباط وخصوصا في ظل التجاهل الذي نلمسه من قبل الحكومة ومنظمات المجتمع المدني التي لاتعترف بظاهرة أطفال الشوارع سوى من خلال الإحصائيات التي تقدمها دون أن تكلف نفسها بإيجاد حلول جذرية تفضي إلى البحث عن معالجات من مختلف جوانب المشكلة الأسرية والتربوية والنفسية والصحية والاقتصادية وذلك بوضع إستراتيجية وطنية تشمل جميع المجالات وخصوصاً الجانب التشريعي الذي يعتبر أهم الجوانب الأساسية التي يرتكز عليها حل هذه المعضلة وذلك يكون بمراجعة التشريع الوطني والاتفاقيات والمعاهدات التي صادقت عليها اليمن والتي تقود إلى آلية التعامل مع ظاهرة أطفال الشوارع هذه الظاهرة التي أنجب تفاقمها الكثير من المشاكل التابعة كظاهرة تهريب الأطفال وما يلحقها من الاتجار بأعضائهم أو تشغيلهم في مجالات لاتتناسب مع أعمارهم ليصبحوا في الأخير قنبلة موقوتة مهددة بالانفجار في أي لحظة عدوانية معها كل الحق في الانتقام من واقع كان مساهماً في خلق معاناتهم الواقع الذي بمقدوره أن يجمع جهد الحكومة الغائب مع جهود صورية لمنظمات المجتمع المدني للخروج ببرامج عملية إن لم تستطع القضاء كلياً على هذه الظاهرة فإنها تخفف من تفاقمها .
بقايا حبر :
طفولتي صرخة تشتهي الموت
بشغف الحلم المركون في غربة المهد
وبإطلالة الفرحة المتحجرة في أقصى اللحد ...!!
عن صحيفة الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي