حتى لا نصبح جيلاً بدون ذاكرة ..!!

كتب
الثلاثاء ، ١٤ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٥٦ صباحاً

بقلم - هشام السامعي

إلى الأصدقاء : أحمد كمال محمد النعمان , زياد عبدالسلام مقبل , ومن خلفهم كل من يؤمن بالمشروع المدني وقدم من أجله أغلى ما يملك .
من قتل عبدالرقيب عبدالوهاب ؟ من قتل مشائخ تعز في أواخر سبعينيات القرن الماضي ؟ من قتل ابراهيم الحمدي ؟ من قتل عبدالفتاح اسماعيل ؟ من قتل سالم ربيع علي ؟ من قتل محمد أحمد النعمان ؟ من قتل عبدالعزيز الحروي ؟ من قتل عبدالرقيب الحربي ؟ أين مصير عيسى محمد سيف ؟ وأين علي خان ؟ أين سلطان القرشي ؟ أين علي قناف زهرة ؟ أين علي غلام ؟ أين عبدالسلام مقبل ؟
أين هو تاريخنا المعاصر ؟ أين تاريخ الحركة الوطنية ؟ سنكون شعباً بلا كرامة حين ننسى كل هؤلاء الذين حملوا المشعل قبلنا وقدموا أرواحهم ثمناً لمشروعهم الذي نحلم به ونطمح له الآن , سيكون من الظلم والعار علينا أن ننسى كل هؤلاء ولا نبحث عنهم , عن تاريخهم , عن نضالاتهم .
أشعر بسخط شديد وأنا أكتب الآن , ومصدر سخطي هذه المرة هو الرجل صاحب الذاكرة الحديدية نجيب عبدالقادر الأغبري هذا الرجل الذي أبحرت معه عميقاً في تاريخ الحركة الوطنية حتى شعرت بالعار أن يأتي جيل جديد لا يعرف شيئاً عن تاريخ الآباء الذين ساروا حفاة في طول البلاد وعرضها لكي يصنعوا لنا مستقبلاً محترماً . بالله يا عم نجيب إلى متى سيظل ذلك التاريخ مركوناً في ذاكرتك ؟ هل كثير علينا أن تظهره لنا ونقرأه ؟ سيظل ذلك التاريخ امانة لديك فأرجو أن تعيد الأمانة إلينا حتى نعرف ما الذي لنا وما علينا .
إن الحق لا يسقط بالتقادم , ولا نبغي نبش الماضي , ولا أن ننكأ الجراح , نريد أن نعرف ما الذي أضاع مشروعنا ؟ من الذي تسبب في كل هذا الخراب في القيم الإنسانية ؟ من قتل روح التعاون التي مجدها الحمدي ؟ نريد أن ننتصر للإنسانية لا أن نهتكها , حتى لا نعيد تكرار الخطأ مرة أخرى , وحتى لا نشرب من ذات الكأس الذي تجرعه آباؤنا الأولون , حفاظاً على تضحياتهم ووفاءً لدمائهم , وتخليداً لأرواحهم التي سلبها الحياة مشروع الهدم والدمار , عهداً علينا أن نكون جيلاً منصفاً , ننشد العدالة للجميع دون تمييز أو تفضيل .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي