مجدداً.. يمن واحد ونظامان

كتب
الاثنين ، ١٣ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠١:٣٨ صباحاً


بقلم - د.عمر عبد العزيز :

استقيت فكرة (يمن واحد ونظامان) من مقدمة حاسمة، هي كون اليمن قابلاً بكل المعاني ليحتضن أكثر من نظام، وما أقصده بالنظام هنا، هو تلك المؤسسة الدولتية القابعة في أساس السيادة الوطنية العامة، مع تفارقات اختيارية بين مكوني الوحدة، وعلى قاعدة الاتساق والتكامل، لا التناحر والتقاتل.. وبهذا المعنى أرى بعين اليقين أن نظاماً ينشأ في الجنوب، وآخر في الشمال، لن يلغيا الوحدة، بل سيعززانها، وبالمقابل لن يكون هاذان النظامان نسخة من جمهوريتي ما قبل وحدة مايو، بل العكس تماماً، ذلك أن كامل النواميس الدولتية المتعلقة بالدفاع والأمن الخارجي والتمثيل الدبلوماسي، والشخصية الرئاسية، والحكومة الاتحادية، والمواطنة الواحدة المقرونة بالهوية، وفضاء التشارك الواسع في صناعة النماء، والقيم المادية والروحية .. ستكون واحدة.
لقد رأينا مثل هذا الأمر في أفق ما خلال دولتي الشطرين السابقتين، حيث إنهما وبالرغم من كونهما كيانين مستقلين حرصتا على واحدية القوانين الشخصية الناظمة للمواطنة اليمنية الواحدة، كما جرى سباق بنَاء بين الشطرين، بالتوازي مع تناطح النموذجين المتفارقين.
ومن المؤسف حقاً ما حدث بعد وحدة الاندماج السريعة التي تمت في ليلة ليلاء من قبل رأسين قياديين افترضا أنهما الأقدر والأعرف من ذاكرة الوطن وعقوله النيرة.
تلك الوحدة أسفرت عن وجه قبيح منذ أيامها الأولى، عندما بدأت الاغتيالات السياسية ضد رموز قيادية هاجروا إلى (يثرب) بروح مفتوحة، وقلوب مطمئنة، فكان الترحيب المأمول قتلاً سافراً، كشف وبصورة سريعة نوايا الجماعة النووية القابعة في سدة الحاكمية المشوهة.. لكن الفداحة الأكبر التي أنهت الوحدة عملياً جاءت مع حرب الظفر المُتخلف في عام 1994، والتي تمنيت شخصياً أن تكون مناسبة للتحول والانعتاق، وعبرت عن ذلك مراراً وتكراراً، مُتمنياً كغيري من أسوياء الوطن، تحويلها إلى مشروع وطني حقيقي، من خلال مغادرة ثقافة المرحلة الانتقالية البائسة، والشروع في مأسسة الدولة عبر مدينة عدن التي تستحق أن تكون عاصمة اليمن الواحد، لكونها بمنأى عن الاوليغاركيا العبثية القبائلية والعسكرية.. وللحديث صلة..
عن الجمهورية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي