صحيفة مصرية: يا ثوار الدرس اليوم .. آت من صنعاء ؟

كتب
الجمعة ، ٠٣ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٥٧ صباحاً

 

قبل أن أدلف إلى موضوع هذه المقالة، هناك مشهدان يستحقان الاشارة إليهما في عجالة، ربما يسلطان الضوء على ما سوف تتضمنه مقالة اليوم. 

المشهد الأول: هو هذا الهجوم غير المبرر والغوغائي الذي قاده بعض الصبية وبعض عناصر البلاك بلوك وآخرين لا أحد يعلم من هم حتى وزارة الداخلية، لمقر الاتحادية ومحاولة إشعال النار في المقر وبعض أشجاره علاوة على إحراق سيارة شرطة وغلق الطريق العام وما تبع ذلك من عمليات كر وفر تعودنا عليها.  

والمشهد الثاني الذي ربما يسلط الضوء كثيرًا على مضمون مقالتي، هو الحوار الوطني الثوري العاقل والمتزن الذي ضم الفنان المثقف الغيور على مصر محمد صبحي، والإعلامي الشهير خيري رمضان، والذي كان محاضرة في الثورية والوطنية والمصرية، وكان درسًا بليغًا لقنه الفنان صبحي لخيري رمضان وكل إعلامي لا يلتزم الخط الوطني، واعتقد أن صبحي أنهى وجوده الإعلامي بهذا اللقاء، لأنه بصراحة شديدة أظهر ما لدى الفنان محمد صبحي من وعي سياسي عال جدًا ربما يفوق الوعي الفني لديه أو يساويه. 

 هذان المشهدان يجب علينا ألا نخرجهما من سياق الأحداث التي تمر بها مصر الآن، وقد شهدتهما مع جموع أبناء الشعب المصري وأتحسر على ما أصاب المصريين بعد نجاح ثورتهم العظيمة في الخامس والعشرين من يناير 2011.

لقد كانت ثورة يناير درسًا بليغًا تعلمه كل الشعب العربي من أقصاه إلى أقصاه، بل إن العالم كله، وقد انبهر كثيرًا بما فعله المصريون في يناير 2011، قد استوعب ثورة مصر، وقوة وفاعلية الربيع العربي الثوري..  وقد شهد قادة العالم وشعوبه بهذه العبقرية الفذة التي أفرزت هذه الثورة. 

والآن وبعد مرور ما يقرب من العامين ونصف العام على أحداث الثورة الفريدة، يبدو أن الدور جاء علينا كي نتعلم درسًا جديدًا ربما خفي علينا، ونحن في متاهة الجدل السياسي وقد ضربنا الرقم القياسي في إنتاج الكلام والكلام المعلب والكلام المحفوظ والكلام المعاد تدويره.. وهكذا دواليك. 

الدرس هذه المرة.. لم يأت من بيننا، ولكنه أتى إلينا من العاصمة اليمنية صنعاء.  

أقول إن الدرس الذي يجب علينا أن نتعلمه هو ذاك الدرس الذي ألقاه، ولقنه ثوار اليمن للعالم كله بما فيهم مصر. 

حيث "أعلن ثوار اليمن إنهاء اعتصامهم في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، وكذا الحشد الجماهيري لصلاة الجمعة بميدان الستين، في بادرة تتسق مع تطور الأحداث في البلاد وبدأ شباب الثورة اليمنية، بإزالة خيام الاعتصام، ورفع البناء الأسمنتي حول المنصة الرئيسية التي أقيمت بمدخل جامعة صنعاء وحول نصب «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، وفتح الطرقات بالشوارع المحيطة بالساحة،  مقترنًا  بأن  ـ  «قرار إخلاء ساحة التغيير يرتبط بتحقيق أهم أهداف الثورة، الذي تمثل في إسقاط النظام العائلي الاستبدادي وأضاف أن تنظيمية الثورة أبقت على الفعل الثوري الذي سيتخذ شكلًا جديدًا، يتمثل في الرقابة على مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق في 18 آذار الماضي، الذي سيحدد ملامح الدولة المدنية، والنظام السياسي، وصياغة دستور جديد، وأكد العريقي أن أي انحراف لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني عن أهداف الثورة سيجعل الخيارات مفتوحة، بما فيها العودة إلى الاعتصام بساحة التغيير، والبدء بتحرك ثوري عبر مسيرات وتظاهرات حاشدة، وذلك لضمان خروج الحوار بما يتفق مع أهداف الثورة في التغيير، وبناء دولة مدنية ديمقراطية". 

هذا ما أعلنه ثوار اليمن. 

والسؤال الأهم: هل استمع الثوار في مصر هذا الكلام، أنا أعلم أن الثوار غادروا ميادين الثورة منذ زمن، إلا أنهم تركوا الراية في أيدي الفوضويين والبلاك بلوك وتركوا الشارع المصري  في أيدي تجار الاعتصامات والمظاهرات والمليونيات والمليونيات المضادة،  ومشعلي الحرائق في مصر، وقاذفي المولوتوف، وأطفال الحجارة والشماريخ. 

الفوضى باتت تعم الشارع المصري باسم الثورة والثورة براء، الكيد السياسي بات سياسات واستراتيجيات يتعامل بها قادة المعارضة، واعتذر عن هذا الوصف فهم قادة الفوضى والمناكفة السياسية والتحريض والعنف. 

أنا لا أبرئ أي فصيل سياسي عما يجري في مصر.. كلهم سيئون ومدانون. 

أنا أقول لهم انظروا حولكم وتعلموا.. قبل أن يقول لكم الجمهور "انتهى الدرس يا غبي".. فالدرس اليوم أتاكم من صنعاء.. فتعلموا من أبناء اليمن.. الحكمة وهم نبت الحكمة.. وتعلموا منهم حب الوطن وهم ليسوا أقل منا في حب الوطن. 

[email protected]

المصدر - صحيفة المصريون
الحجر الصحفي في زمن الحوثي