المتطرفون وحدهم منزعجون

كتب
الجمعة ، ٠٣ مايو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٣٨ صباحاً

 

اتحاد الأحزاب اليمنية على مرجعية الشريعة الإسلامية وهوية الشعب ليس أكثر من إعلان تاريخي على تجاوز الانهيار الحضاري الذي أصاب العقل العربي والروح في بداية القرن الماضي، إنه هنا إفصاح بغروب الروح الانهزامية أمام الآخر الحضاري ...لقد دفع العالم العربي والشعب اليمني الكثير من الأثمان العالية بسبب هذا الاغتراب الذي جعل المجتمع يتعارك على هويته لصالح الخراب وهويات غريبة لا دخل لنا بها ولا مصلحة على حساب مشاريع التنمية ومسائل الحرية والحكم . 

 لقد غرقنا في التقليد الأعمى والتعصب السخيف تحت شعارات محاربة التقليد وارتكسنا رجوعاً إلى ما قبل التاريخ باسم محاربة الرجعية مع أن الرجعية كانت تتمثل في هذا الاحتراب والاغتراب وإنكارالذات والتنكر لعقيدة الأمة وهويتها التي سطا عليها الفكر الاستبدادي، فاختلط علينا الأمر وبقينا ردحاً من الزمن لم نعد نفرق بين الاستبداد الذي خنقنا وأذلنا وبين الإسلام كعقيدة تحرر عالمية وكرامة إنسانية ومساواة في خلط اعمى بين الليل والنهار, والحق والباطل, والحاكم الفاسد والوحدة, والاستبداد والاسلام, .. في الأوراق التي قدمتها أهم الأحزاب اليمنية الفاعلة وفي المقدمة الاشتراكي، الاصلاح، الناصري، الرشاد، والتي اتفقت اليوم على مرجعية الاسلام كهوية للأمة، إنما تستعيد بهذا توازن الأمة وتعيد الاعتبار للعقل اليمني وتقدم مدى النضوج الوطني والتوفيق الذي يلوح في الافق لبناء دولة مدنية على أساس المشترك الوطني وقواعد الحرية والمساواة والعدل كمقاصد اسلامية. 

لن يزايد أحد بعد اليوم على مدنية الدولة اليمنية التي أصبحت واضحة المعالم ومطلباً وطنياً ولن نجد مبرراً للجدل العقيم أو التخوين والتكفير ولن يحكتر أحد الاسلام ولن يستغل أحد الدين لصالحه وستكون المنافسة على برامج قوى وأحزاب حسمت أمرها على الهوية وتفرغت للقمة عيش المواطن ومشاريع التنمية وبناء دولة مدنية وثقافة إنسانية حضارية تجعلنا نقلع بسفينتنا نحوالسماء ... 

وعندما تتفق ألوان الطيف اليمني على هوية الأمة تنتهي الايديولوجية المدمرة ولا يبقى إلا تحدي التنافس من أجل الإنسان والتنمية وتوفير احتياجاته وتحقيق كرامة المواطن وأحلامه وضمان حريته بمايليق بنا كشعب عريق   ... 

المتطرفون وحدهم وأصحاب المشاريع الصغيرة هم من يزعجهم نضوج الاحزاب اليمنية واتحادها على حماية هوية الشعب، هؤلاء المتطرفون موجودون في كل زوّة وزاوية يتحركون ويخربون باسم الدين وباسم الحداثة وبكل الشعارات والأسواق، هم أمراض بالفطرة ويعتاشون على الأوبئة والفتن والتناحر وتنقطع أنفاسهم في حالة الاستقرار والوحدة والتطور والنضوج الوطني . 

[email protected] 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي