تعز.. البدايات .. احسني الختام

كتب
الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠١:٠٨ صباحاً


بقلم - منال الأديمي :
كمن يحاول طمس نور الشمس يبدو كل من يحاول اليوم تبسيط الأمور وما يجري في تعز باختزالها فقط في شخص المحافظ أو أي حزب ما هناك تقصير وتخاذل من الجميع سواء على المستويين الشعبي والرسمي .
حقيقة الأمر أكبر من ذلك بكثير وباتت تتكشف الوجوه يوماً بعد يوم وتسقط أقنعة من يقفون وراء كل ذلك خصوصاً بعد تصدر المشهد أشخاص عرفوا بعدائهم للثورة وقتل شبابها وما زالت أزقة وشوارع تعز وساحتها تشهد عليهم وعلى موقفهم الجبان ذاك وتشير اليهم بالعار أينما ذهبوا أو بدلوا أقنعتهم تارة بلاطجة وتارة قناع الحب والولاء لتعز وصوت النظام القانون .
تعز اليوم وكعادتها تدفع الثمن كما فعلت وستظل تفعل تدفع ثمن إمتياز وشجاعة
( ارحل ) و ثمن بداية الثورة وشراراتها الأولى , تدفع ثمن أول ساحة حرية ,وكالعادة ثمن وصول ذات الساسة الى ذات المناصب تعز اليوم وباختصار تحترق بحماقات الساسة في صنعاء وكالعادة حماقاتهم فيها بالإنابة وللأسف بأيادي تخجل منها تعز .
يدرك الجميع أهمية تعز لذا يستميت قادة وقوى الثورة المضادة لإفشال التغيير في تعز ويعملون ليل نهار لإسقاطها في أتون الفوضى والعنف فسقوط تعز وفشلها يعني سقوط كل آمال الثورة والثائرين في التغيير .
حقيقة هم يجتهدون كثيراً بوضع تعز وشوقي تحت عدسة الشائعات والمزايدات في الوقت الذي تغيب فيه تلك العدسة عن إخفاقات ليست بعيدة عن تعز إلا بعد مصلحة من يريدون خراب تعز وكنموذج لتلك الإخفاقات رجل المؤتمر المعروف والذي رافق أمر تعينه محافظاً دعايات وأخبار وروايات كادت تصور الرجل بـــ (الفاروق) حتى على مستوى إخفاقه الذي كلف خزينة الدولة ملايين الريالات وعرفت بحملة النظافة (السفري ) التي دشنها الرجل وكشف لاحقاً عن تجاوزات فيها وتبديد للأموال العامة بأرقام خيالية وما أثمرت من نتيجة سوى ساعات نظافة سفري . .
الغريب ان الإخفاق في حمله النظافة لم يتعرض للنقد والتقييم وتسليط الضوء عليه وأظن الكل يعرف السبب وهو أن إعلام الشائعات والإساءة يدرك تماماً أين يوجه سهامه التي وللأسف بدأت تثمر هنا وهناك خلافات وتنازع في صفوف رفاق الثورة بالامس أعداء اليوم .
في مقابلة تلفزيونية تسأل شوقي عن سر تسليط الضوء على ما يحدث في تعز دوناً عن كل المحافظات وهنا أقول لسيادة المحافظ ببساطة : لأنها تعز ولأن فيها وللأسف من يمررون لهم مشاريعهم الضيقة وهم قريبون منك جداً ولا يبرحونك نصحاً ومكابرة وهنا لا أعفيك من الزج بنفسك في معاركهم الصغيرة بشكل أو بآخر ولأنها تعز ولأنك سليل أسرة النجاح تاق الجميع منك ومنها الأفضل.
من المؤسف حقاً أن نرى كثيراً من أصحاب السوابق والمعروفين تماماً لأهل تعز مازالوا يتبخترون في المكاتب العامة والمؤسسات ،بل وتصل بهم الوقاحة إلى حد المطالبة بتطبيق النظام وفرض هيبة الدولة في حين أنهم غارقون في الفساد ودم الشهداء وكلما تعالت الأصوات لتنحيتهم تدخلت أصوات نشاز يعلوها أصوات أولئك المتمترسين وراء جعل الموضوع شخصياً مع المحافظ وحينها تبدأ مسيرات (انا شوقي , وكلنا شوقي) مع العلم أن لا أحد يطالب بتنحي الرجل ولكن هناك من يزج به في تلك المعارك و الاختباء به لحماية مصالحه والإبقاء على نفوذه فيعمل على تصوير مطالب التغيير استهدافاً للمحافظ والأمر حقيقة ليس كذلك .
هناك من يحاول ذبح تعز وللأسف بسكين أهلها ونجاحهم في ذلك يتجلى بشق رأي ووحدة كلمة الثورة في تعز وذلك إيذانٌ بنجاح مخططات الثورة المضادة ورموزها من النظام السابق وبالتالي عودتنا للمربع الأول ما قبل فبراير.
أرجوكم تنبهوا ...وتداركوا مستصغر الشرر قبل أن تحترق تعز بمعارككم الصغيرة والبعيدة عن أمال وطموح وتضحيات الشهداء ترفعوا قليلاً لتسمو مصلحة تعز فوق الجميع فنزاعكم لا يخدم إلا مصالح ومخططات معرقلي التغيير .
نحن اليوم أمام اختبار صعب لتعز وأبنائها وفشلنا فيه سيكون له تبعاته وآثاره المدمرة على كل البلاد لذا دعونا نتجاوز ذلك ونبرهن بأننا لسنا فقط من يمسكون صدارة التضحية وحُسن البدايات بل وصدارة النجاح وحسن الختام

الحجر الصحفي في زمن الحوثي