للأسف.. تعز ليس بها رجل رشيد ..!!

كتب
الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٠٩ صباحاً

بقلم- هشام السامعي :

تعتقد بعض الأطراف في تعز أن أساس قوتها هو في إزاحة المنافسين من طريقها , ذلك تفكير الفاشلين وقليلي الحيلة , بمعنى أكثر دبلوماسية ذلك تفكير الجهلة .
يتجاهلون كيف كان ينظر لأبناء تعز في السابق وكيف أن الأحداث الأخيرة جعلتهم يتصدرون المشهد بشجاعة , ذلك لا يهمهم بالتأكيد , لأنهم الآن مشغولون بتوزيع المناصب وتقاسم المكاتب الحكومية , وتعز تطير لها مع الريح , طز .
هذا الاصطفاف الجاهلي مع أو ضد , أياً كان الطرف الذي نقف معه أو ضده , فنحن في الأخير لا نجعل من تعز فوق كل اعتبار , بل نزيدها إهانة حين نستغلها لتحقيق مصالح أعدائها الذين جعلهم بعض العبيد في تعز آلهة لا تصل إليهم عصا القانون ولا تمسهم حروف النقد .
لندع اللغة الدبلوماسية الآن جانباً وتعالوا لنكشف جرد حساب لما تم في المرحلة الأخيرة , وهذا موقف أتحمل مسئوليته كاملة , لقد تجاهل التجمع اليمني للإصلاح أنه ليس وحده في الساحة , وظل لأيام وأسابيع وشهور وهو يحشد جماهيره في مسيرات متواصلة ليثبت للجميع أنه الأقوى على الساحة متجاهلاً أن هناك قوى وإن كانت ليست في حجم قوته إلا أنها يمكن أن تتوحد لمواجهة هذا التفرد الذي يحاول أن يفرضه الإصلاح على الواقع .
وعليه يمكن القول: أن الذين خرجوا في مسيرة السبت الماضي لم يكونوا محسوبين على طرف واحد بقدر ما كان أغلبيتهم من المخالفين للإصلاح , سواءً الذين وجدوا في الإصلاح خطراً على مصالحهم الشخصية أو الذين وجدوا في الإصلاح خطراً على الحفاظ على التوازن في تعز وبالتالي يتحمل الإصلاح جزءاً من المسئولية لهذه المسيرة .
حتى لحظة كتابة هذا الموضوع لم نجد أي تفسير من الأخ المحافظ حول المسيرة وبالتالي هذا السكوت يجعله يتحمل جزءاً من مسئولية هذه المسيرة .
أما المسئولية الكبيرة فهي للمؤتمر الشعبي العام الذي لازال يثبت لنا يوماً بعد يوم أنه حزب يعجز عن تطوير أدواته في العمل الحزبي والحشد الجماهيري , ولازال على عادته القديمة يحشد جماهيره من كل القرى بطريقة غير منظمة ويعجز عن ضبط قياداته الذين يحضرون دوماً مدججين بالسلاح والمرافقين , وبالتالي كيف سيقنعنا الإخوة في المؤتمر أنهم حزب وطني حاضر في الساحة وهم عاجزون عن تجديد أدواتهم في العمل الحزبي وغير قادرين على تبني مشروع مدني يمكن أن نتعاطف معه أو نؤازره , ذكّروني بالمثل البلدي : قدنا أشتيلك يا دِم زدت أكلت الوزف , وهم قدهم داريين بوضعهم بعد الثورة ليش عاد يزيدوا يستفزوا الناس , وصحيح بأننا نناصر كل مهمش أو مضطهد في هذه البلاد لكن صدقوني سنعجز عن مناصرة المؤتمر وهؤلاء لازالوا يتصدرون واجهته .
كلامي هذا سيصل إلى العقلاء في تعز , ولولا الخوف من أن أسهو وأنسى اسم أحدهم لكنت ذكرت كل عقلاء تعز هنا في هذا المقال , وهم يعرفون هذا وكنت قد ذكرتهم في مقالات سابقة , وأتوقع أن يستفز هذا المقال في نفوسهم قيم الرجولة والشجاعة ليعلنوا موقفاً يليق بهم من كل هذا العبث الذي تحشرنا فيه أيادي الجهل والخراب .
ختاماً : أعتقد أن الجميع قد عرف قدره في الساحة الآن , ويجب على الجميع الآن أن يصلّوا على النبي , ويتعوذوا من الشيطان وينظروا إلى ماذا بعد ؟ ماذا عن المستقبل ؟ كيف يمكن أن نمنع هذا الخراب في تعز ؟ وكيف نتعامل بعقلانية مع الأمور , ويكفي مناكفات وأحقاد من أجل أن نعيش جميعاً بسلام , غير كذا هذي لساني اقطعوها لو لقيتم محافظة تتقاتلوا من شان تحكموها , يمين ما تلاقوا إلا خيام مركوزات على طول الخط الساحلي لنازحين من حرب يقودها أبناء المحافظة بينهم بين , وهذه رسالة مُحب لنفسه أولاً ولتعز ثانياً ولكم أخيراً , والرجّال من سمع كلام الرجال , والله المستعان .

[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي