"إدهـفـوا لا تـعـز ؟!"

كتب
الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١٢:٥١ صباحاً

 

 بين الشيخ صغير عزيز وعيال الأحمر سالت الدماء إلى الركب ووصلت الضغائن - خلال المواجهات المسلحة التي حدثت بين الطرفين إبان الثورة إلى الحلـقـوم .

كلا الطرفين يمثلان حاشد طبعا.

لكن صغير عزيز الذي اتخذ ورجاله موقفا واضحا من الثورة مفضلا البقاء في صف الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، وصادق الأحمر الذي زبط العيش والملح القديم وفضل هو الاخر الانضمام إلى الثورة، كانا على مايبدو في مهمة حرب مؤقتة فحسب .

المهم انتهت الثورة إلى مبادرة عزكم الله، وتقاسم الخصمان حصصهما من الحضور ومن النفوذ ومن الزلط ايضا ، وفجأة وجدنا الشيخ صادق الأحمر والشيخ صغير عزيز وقدهم حبايب وسمن على عسل ويعقدان – معا- وفي نفس القاعة مؤتمرا موحدا لحماية حاشد من الحوثيين، وفقا للتسمية التي أطلقوها على مؤتمرهم الذي عقدوه قبل أقل من شهرين وشاهدنا "الأحمر" و"صغير" خلاله وهما يجلسان لصق بعض ويتعانقان بحرارة لكأنهما ولدا من رحم واحد .

سبحان مغير الأحوال ، وخرجوا جميعا في نهاية مؤتمرهم ذاك ببيان حنان طنان يقول في محتواه "إلا حاشد".

 

تعالوا نعمل مقارنة سريعة الآن بين مؤتمر صادق وعزيز ومؤتمر الحوار المحلي الذي تشهده مدينة تعز لتشاهدوا العجب ولتعرفوا أيضا ليش تعز صغيرة وهامشية على الدوام رغم كل ما تتمتع به من مقومات.

لأجل حاشد، اتفق المشايخ سريعا وكأن شيئا لم يكن، على عكس طحاطيح الحوار المحلي في تعـز –لأجل محافظتهم، ولأجل الثورة ولأجل فلسطين ولأجل السلام العالمي كمان- اكتشفوا بالصلاة على النبي أن "محمد الحاج" هو غريمهم الوحيد ولن يقوم حوار إلا بتسليم رقبته للمحاكمة، مع أن الذي يشاهد هذا الرجل الوديع يكتشف أنه بلا رقبة من أصله.

 

تهمة "الحاج" الذي يشغل منصب أمين عام المجلس المحلي لتعز- نائبا للمحافظ، أنه إداري مُحنك لم ينضم للثورة وفضل البقاء أثناء اشتداد الأزمة كرجل دولة منتخب من الناس مش من علي محسن أو من علي صالح.

وما يثير السخرية ومشاعر الانتقاص معا أن أولئك الشقاة الذين منحوا "صالح" الحصانة ومنحوا "علي محسن" و"حميد الأحمر" دروع الثورة، تجدهم فاردين عضلاتهم فوق "محمد الحاج" و"الشوافي" و"عبدالله أمير" وهات ياصياح "نريد محاكمة القتلة".

ما أسخفكم ....!

يفترض بهؤلاء الدواشنة الكذابين أن يحركوا قضية ضدهم إلى المحكمة وإلى النيابة والقانون هو الحكم مُش العفاطة أو المزاج، لكن هؤلاء الشُقاة الوضعان مشكلتهم الدائمة هي أن "حيرهم على صاحب بلادهم فقط"، وياليتهم يتعلمون من هذا القبيلي أو ذاك درسا في الرجولة وفي التعاضد ويكفون ولو لمرة واحدة عن ممارسة هذا التصاغـر الذي يجعل من صاحب تعـز سُخرة على الدوام.

 

في مؤتمر صادق وعزيز لم نسمع أحداً من الغرماء يطالب بمحاكمة زعطان أو فلتان .. لقد دهفوا بهذه الشعارت الطفولية إلى حناجر شُقاة تعز ، وتفرغوا هُم وغيرهم من القوى الفاعلة إلى ما يمكن حصاده من مكاسب لجماعاتهم ولتعزيز قوتهم كأفراد وجماعات وأحزاب، تاركين حقنا " الهُبْل" " مُترسين" كعادتهم وراء الشعارات.

هؤلاء "الهُبْل " مش راضين يفهموا أبدا، ولن يفهموا لأنهم أصلا اعتادوا ان يعيشوا حياة العبد المطيع لكل ما هو آت من علو.

 

انتهت حفلة الثورة التي بدأت من تعز، وتقاسم صالح ومحسن وحميد وإخوانه وعزيز صغير والحوثي والحراك الجنوبي، مكاسب الثورة المادية والمعنوية وحقنا "الطحاطيح" واقفون كعادتهم على باب الله وباب المحافظة يرددون كالببغاوات "يا بيت هائل شلوا حقكم الجاهل" و"نريد محاكمة القتلة".

يا إلهي كم في هذه المحافظة الكبيرة دوعان وهُـبـل.

 

لا يعنيني أن تكون زلط السعودية هي العصا التي جعلت صادق الأحمر وصغير عزيز يجتمعون متناسين خلافاتهم لحماية حاشد من الحوثيين، وأعرف جيدا أن حاشد في هذه "الفقرة" هو اسم الدلع الخاص بالجارة أو الشقيقة الكبرى، الذي يعنيني في الأمر أن الثورة التي يتشدق بها هؤلاء الفـَرغ كانت ملك أياديهم لو أنهم – فقط – خاضوها كرجال ممتلئين ومعتزين بأنفسهم ولم يلتحقـوا بها كـ"شُقاة" مع نافذو "مطلع" ... الله يقلعكم رجال.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي