الوجه المظلم لقرارات هادي

كتب
الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٧:١٨ مساءً

 

ليس أصعب من التوصل إلى القرارات الفاصلة.. نابليون بونابرت

 

تنبيه:[ليس هذا المقال دعاية مغرضة تسعى للنيل من الرئيس، كما أنه ليس محاولة للسباحة ضد التيار المرحب بالقرارات الأخيرة الخاصة بهيكلة الجيش، ولكن المقال يلقي الضوء على جانب مظلم في القرارات حتى لو كان هذا الأمر سيفسد الفرحة].

 

ماذا تعني قرارات الرئيس هادي بشأن تسمية قادة المناطق العسكرية السبع على هذا النحو؟. بكل بساطة ممكنة، يعني ذلك انتصار شخصي للرئيس لا أكثر، فمن الآن وصاعداً يمكن القول أن القائد الأعلى للقوات المسلحة هو الرئيس وليس شخص آخر. هل ثمة مشكلة في مثل هكذا انتصارات؟، الإجابة، لا، فنحن كنا ننتظر أن يمارس الرئيس كل سلطاته بما في ذلك قيادة الجيش. في هذا السياق أعطت هذه القرارات المهمة الرئيس مكانته كرئيس فعلي للبلاد، وهذا الأمر لا شك أنه سوف ينعكس ايجابياً على أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل وما يتضمنه من ملفات صعبة تحتاج لحلول حاسمة مثل الملف الجنوبي وملف صعدة، وحتى ملف الحكومة. بإمكان الرئيس أن يخرج على الملأ بوصفه الرئيس القادر على الفعل وليس الرجل الذي ينتظر إشارات من خلف الستار.

 

كل هذه المعاني جيدة للغاية وتشكّل بارقة أمل في إحداث تغيير حقيقي في بنية هذه الدولة التي تعيش منذ عقود حالة فوضى عارمة، لكن ما هي الجوانب المظلمة في قرارات الرئيس الثورية على حد وصف الكثير من التيارات السياسية وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي؟.

من دون مواربة، أول هذه الجوانب أن التعيينات الجديدة وبغض عن الأشخاص الذين تولوا قادة المناطق ومدى كفاءتهم تحكمت فيها التوازنات، يمكن القول أنه جرى تقسيم الجيش مرة أخرى. صحيح أن التقسيم الجديد يمكن السيطرة عليه، وليس كما التقسيم القديم الذي كان يهدد الجيش والدولة على حد سواء، لكنه تقسيم على كل حال، ولذلك يجب العمل منذ هذه اللحظة بعد إزاحة مراكز القوى داخل المؤسسة العسكرية على إعادة الاعتبار للتقاليد العسكرية التي أطاح بها الرئيس السابق، بمعنى، أن تكون الترقيات والتعيينات وفق قواعد واضحة كما يحصل في كل جيوش العالم، فالجيش هو القوة الصلبة الشرعية في أي بلد، والتلاعب بها ضرب من الجنون، والخيانة أيضاً.

 

الجانب المظلم الثاني في قرارات هادي هو تعويم مجموعة من الأشخاص الذين لم يثبت فشلهم في المناصب التي احتلوها من قبل وحسب، بل تسببوا في إدخال البلاد في أزمات كبيرة تكاد تعصف بالوحدة الوطنية.

 

ما الذي سيقدمه شخص مثل مهدي مقولة للرئيس في موقعه الجديد كمستشار للرئيس؟، سيقول أحدكم: مستشار يعني شخص عديم الجدوى، حسناً، أوافق على ذلك، لكن من قال أن هذه هي مهمة المستشار حقاً؟!، إلا يجب تصحيح مثل هذه المفاهيم الخاطئة،أم أننا ماضون في الطريق الذي رسمه لنا الرئيس السابق؟. في هذا السياق، دعوني أسألكم، هل أنتم مقتنعون بأن الملحقيات العسكرية هي وظائف مهمة يجب أن تُسند لكفاءات حقيقية أم هي فرصة للاستجمام؟.

 

لننحي موضوع العدالة جانباً، فحين تعمل السياسية يتوقف القانون، لكن ألم يكن من الأجدر أن لا يتم الحرص على تكرار تعيين مجموعة من العابثين في مناصب جديدة، خصوصاً وأنهم استغلوا مناصبهم من قبل في الإثراء غير المشروع؟.

 

ومن الجوانب المظلمة في قرارات هادي، عودة جوقة النفاق، فقد عادت إلى قاموسنا العديد من الألقاب التي ظننا أننا قم بكنسها للأبد من نوع الربان الماهر.

 

 

 

حسناً، هناك الكثير مما يجب أن يقال في هذا المقام، لكن ما يسمح به الوقت والمكان هو هذا المنشور القصير:" سيدي الرئيس، لا أوافق على أن قراراتك كانت شجاعة، الشجاعة أن تتم محاسبة كل من أخطأ وليس إعطاءه منصب هنا أو هناك، ومع ذلك، سنقف معك حتى استعادة الدولة من اللصوص الكبار. سيدي الرئيس: سترتكب خطأ فادحاً لو اعتقدت أنك قد فعلت كل شيء، فالقتلة ما يزالوا ينظرون إلى القصر".

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي