الكذب والكلاب

كتب
الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٥٣ مساءً

 

 لبناء يمن جديد تعالوا نحارب الكذب ونجرمه، لأنه اكتسب حصانة وشعبية في المجتمع خاصة في المكاتب الحكومية والمسؤولين.. وبالمناسبة الكذب عنوان عريض للفساد والطمع والجشع ودناءة النفس، والمؤسف أن هناك من أخذ يشرعن للكذب.. البعض يجيز الكذب على أقرب الناس إليه الزوجة، وآخرون على الرعية والمواطنين إذا كان وجيهاً أو موظفاً عاماً ولابأس أن يدمر المجتمع بالكذب تحت مبرر إصلاح ذات البين وهو يكذب كل يوم (للمطابزة) والفتنة بين رعيته أو موظفيه كوسيلة وخبرة إدارية للبقاء.. الكذب لا يجوز في أية حال وهو أكثرشناعة من الحاكم والموظف العام.. كاد الرئيس الأمريكي الأسبق (كلينتون) أن يفقد منصبه الرئاسي عندما شعر الامريكيون أنه حاول الكذب، لأن الكرسي العام يمثل المجتمع وكذب المسؤول أو الموظف على مواطنيه خيانة للأمانة ونذالة وفساد. 

 لدينا موظفون ومسؤولون وحكام يكذبون ولا يبالون.. متى سيرتفع إحساسنا أمام الكذب بشكل عام فيصبح عندنا الكذاب كذاباً يخسر كل شيء و(من تعشى بالكذب ماتغدى به) بدلاً من هؤلاء الذين يتغدون ويتعشون ويخزنون ويسرقون وينشرون الفتن بالكذب ويحظون بالاحترام والتبجيل.. لو حاصر الناس الكذاب وقاطعوه ونظروا إليه بازدراء لمارأينا الكذب في الشارع، ناهيك عن وجوده في المكاتب الحكومية ولدى الكبار لأنهم سيعلمون أن (الرائد لايكذب أهله) ولايمكن أن يكون كبيراً أو مؤتمناً أو موظفاً عاماً في مجتمع كريم ومعافى يسقط الكذاب بمجرد تلبسه بكذبة.. نحن أمام (هلس) يقرح الحجار ويمنع القطر من السماء في المجالس والمكاتب الحكومية والمعاملات اليومية ووسائل الإعلام دون أن تجد أحدهم يتمعر وجه أو حتى يتلعثم من الكذب لأنه بالأساس بضاعة كذب وبهررة (وكل إناء بما فيه ينضح) ثم نأتي لنطلب من الثور (لبن) رغم الكذبات التي يسود لها الفضاء. 

 تعالوا نعمل تجربة: هناك أجهزة حديثة لكشف الكذب سنستوردها باعتبارها مشروعاً وطنياً ونعلقها على كل المسؤولين الكبار والصغار في المكاتب والإدارات والمحاكم والمديريات والسلطات المحلية بمجرد مايكذب يدق عقله الباطن المتصل بالجهاز ويصيح الجهاز (كذاااااب) (والله إنك هلاس) هذا مثلاً؟ كم سنجد موظفين سالمين من كشف الجهاز؟ ربما سنجد المكاتب الحكومية التي تغذت على الكذب كقيمة وشطارة وهي خالية من (الإنسان)إلا من رحم ربي وستكون عندها خاوية تماماً إلا من الكلاب الضالة والدواب السائمة التي هي بلاشك أفضل وأشرف من الكذابين وسينبح الكلب وفاء لأهله ضد اللصوص ولن يقول جهاز كشف الكذب شيئاً بل ربما يوصي باعتماد الكلاب حراساً أوفياء للشعب والوطن بدلاً عن طابور الكذب الواطي. 

 

[email protected] 

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي