الحمدلله ع السلامة .. توصل بالسلامة !

كتب
الاربعاء ، ١٠ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٥:١٠ مساءً

بقلم- منال الأديمي :

يكفي أن تكون لك غرفة زائدة عن حاجتك في المنزل أو تقوم باستئجارها ومن ثم تعلق على بابها لافتة كبيرة فيها من الكلمات الإنجليزية الكثير وثلاث أو تزيد بالعربية أولها طبعاً تبدأ بكلمة (منظمة )....وما أكثر اللافتات التي نراها هذه الأيام وأحياناً قد تكون جاراً لمنظمة ولا تعرف بالأمر لأنها بدون لافتة فلا يكاد يخلو منها شارع أو حي في مشهد يجعلها تنافس محلات السوبر ماركت والسؤال هنا الذي يطرح نفسه بقوة أليس هناك شروط ومعايير تحددها جهات رسمية لمنح تراخيص إنشاء هذه المنظمات أم إن الأمر يتم بطريقة (اللي بالي بالك ) وبأيام تمنح الرُخص دون التأكد والمعاينة بعد الترخيص طبعاً يبدأ مشوار(زنجة , زنجة سفارة , سفارة) والحصول على أول شيك مقابل مشاريع خيرية أو إعانات وهنا تبدأ رحلة السعادة والرخاء .
فالمنظمات اليوم أصبحت الاستثمار الأنجح والوسيلة الأسرع للوصول للثراء وبمدة زمنية قصيرة وما هي إلا أشهر حتى تمتلك السيارة الفاخرة التي تمكنك لاحقاً بزجاجها العاكس رؤية أطفال الشوارع والمشردين في الجولات وتكشف لك وأنت تطوي بها شوارع المدينة مأساة تسربهم من المدارس للعمل لكن باللون الأبيض والأسود فقط وبعيدا عن ألوان واقعهم المر و المؤلم .
تبدأ بعدها رحلاتك السندبادية ولا يعود لديك متسع من الوقت إلا لسماع جملتي (توصل بالسلامة ) مسافراً و (الحمدلله على السلامة)عائدا ً وتحميل صور تلك الرحلات على صفحات التواصل في أفخم الفنادق وأجمل مدن العالم.
إن التزايد الملفت اليوم للمنظمات قد يبدو أمراً طبيعيا في بلد تتزايد فيه أعداد النازحين لتوتر الاوضاع السياسية والأمنية والنزاعات المسلحة التي تشهدها البلاد من حين لآخر والذين يصل أعدادهم الى ما يزيد عن 150 الف لاجئ في حماقات صعدة ومثلهم أو يزيدون في أبين وبلد فيه أكثر من عشر محافظات تؤوي وللأسف نازحين فقدوا كل شيء حين غلب صوت الرصاص والطمع صوت العقل والضمير بدءاً من الحروب الست في صعدة وحروب القاعدة في أبين واستهداف ارحب في ثورة فبراير 2011 كما لا ننسى نازحي الحرب الصومالية فهل تقوم تلك المنظمات الكثيرة بمهامها ومسؤولياتها الحقيقية تجاه كل الاحتياجات الإنسانية والمجتمعية لأولئك النازحين خصوصا في ظل غياب الدور الحكومي الملقي بالمهمة كاملة على عاتق الدعم الخارجي والمنح ومنظمات الاغاثة الدولية والإنسانية أم إن الامر لا يعدو اكثر من كونه متاجرة واستثمار مآس لا أكثر .
بحسب تقرير وزارة التخطيط لعام 2010 فإن الدعم المقدم رسميا لهذه المنظمات قد بلغ أكثر من 220 مليون دولار وهذا فقط للمنظمات المسجلة والمحصورة بعدد الـ 47 أو الـ 48 منظمة والموجودة بتقارير رسمية مبلغ كبير كهذا لم نر له حقيقة أي أثر على الأرض لا في مجال التنمية والخدمات أو المساعدات الإنسانية.
وهنا يجب الاشارة إلا أن حتى المنظمات وعلى نبل مهامها الإنسانية لم تنج هي أيضا من سيطرة المتنفذين وغول الفساد في هذا البلد فهناك شخصيات تورطت في فساد هذه المنظمات كما لم تترك شيئاً إلا وتورطت به ولربما الصلة الوثيقة للنافذين بهذه المنظمات هو من يسهل وصول الدعم لمنظمة بعينها دون اخرى لاعتبارات خاصة تتعلق بالنفوذ والعلاقات فمناقصة واحدة مثلاً بلغت قيمتها الـــ 20 مليون دولار خصصت لإغاثة نازحي صعده ومع هكذا مبلغاً لم نر أي تحسن في أوضاع النازحين هناك بل لازالت أوضاعهم مزرية جداً رغم أن مبلغ كهذا كان بإمكانه أن يبني مدناً سكنية تخلصهم قيظ وبرد مخيمات اللجوء المؤقتة .
وهنا لا أعمم كل المنظمات كما لا أخص المنظمات المحلية وأبرئ المنظمات الخارجية التي كانت هي الاخرى تتاجر بمآسينا ومعاناتنا وفق ما تقتضيه مصالحها وللأسف في ظل غياب الرقابة والمتابعة من الجهات المختصة والتي يقع على عاتقها مراقبة سيرعمل و إنجاز خطط تلك المنظمات على الأرض والواقع .
السؤال هنا ليس فقط عن ماهية هذه المنظمات ولا عن حقيقة أعمالها و مستوى الشفافية في أدائها أعمالها بل في مستوى الغموض الذي يكتنفها حتى على مستوى العد والحصر فمن منكم رأى أو سمع عن تقارير مالية أو عملية لأي منظمة عبر أي وسيلة إعلامية ؟والسؤال هنا لأحدهم في صفحته على الفيسبوك..عني لم أسمع ولم أر وأجزم أنكم مثلي .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي