الهلاك .. بنص الكتاب والسنة

كتب
الأحد ، ٠٧ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٥:١٩ مساءً

بقلم: منال الأديمي -

«إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد و ايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» قالها رسول الله في أمر مخزومية سرقت وكانت قريش قد بعثت (حب رسول الله ) أسامة بن زيد يكلمهُ فيها فقال عليه الصلاة والسلام حديثهُ الشهير ذاك.
لاشك إن ما يحدث اليوم في المملكة مع العمالة من استحداث قوانين جديدة هو أمر داخلي و يعد من حقها في تنظيم العمالة وهو من خصوصياتها أيضاً في التعامل مع التهديدات الأمنية والتي تعالجها بما تقتضيه الحاجة وتراه مناسباً لكن تلك المعالجات يشوبها شيءٌ من الافتراء والظلم وللأسف على العمالة الفقيرة القادمة من بلدان شتى ومنها اليمن فاليوم مثلاً يجري ترحيل كل من لا يعمل لدى كفيله مع الاعتبارات والملاحظات على نظام الكفيل الذي يعد نظام رقٍ مستحدث وبراءة اختراع للمملكة بعيداً عن حقوق الإنسان وهو هنا ليس موضوعنا فموضوعنا ترحيل العمالة (صفر اليدين ) دونما التعرض للكفيل أو تغريمه على الرغم من انه هو رأس المخالفة ولولا وجود مثل هؤلاء الطامعين الذين يعيشون على ظهر تلك العمالة ما كانت لتوجد عمالة خارجة أصلاً عن ذلك القانون لكن ومع ذلك فإن السلطات تتغاضي عنه فلا يدفع غرامة ولو حتى شيئاً يسيراً مما قد أخذهُ دون وجه حق وهنا يتجلى لنا التحذير النبوي الشريف واضحاً في سبب هلاك الأمم تغاضيها عن الغني إذا تجاوز وأخطأ والبطش بالفقير فهل من العدل أن يطبق القانون على شخص ويترك الآخر وهو الأصل في المخالفة .
يروي أحدهم أنه قد أُلقي القبض عليه هناك من قبل الهيئة لمجرد الاشتباه بالتبسم في وجه زبونة يُساق من بعدها ليوقع تعهداً وإقراراً بعدم التبسم ثانية ...والهيئة هي الأخرى براءة (اختراع ) من اختصاصاتها المهينة تنظيم العلاقة بين العبد وربه وإلزامه التقوى و لو بحد العصا مع أن عز وجل وبذاته يقول (لا إكراه في الدين) ويقول أيضاً ( وإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) الآية واضحة فبداية النهاية تتم بالفسوق والفسوق ليس فقط انتهاك المحرمات فقط بل أكثر فحين يصبح الجرم قانونا والظلم عدل فذلك إيذانٌ بالنهاية .
إن ما يحدث للعمالة والمهاجرين هناك أمر لا يمت بأي صلة لا لشرع أو قانون أو للاتفاقيات الدولية التي تحفظ حقوق المهاجرين والعمال والموقعة في تسعينيات القرن الماضي والتي تضمن للمهاجرين والعمال الحق في عدم التعرض للاسترقاق والعبودية أو الاعتقال التعسفي والاستغلال والعمل القسري كما تتيح لهم حرية التجمع وتحفظ لهم الحق في العمل.ونحن هنا لسنا بصدد إلزام المملكة تطبيق الاتفاقيات بحذافيرها لكن فقط تطبيق ما أوجبه الشرع والسنة وهو ما عهدنا الحرص عليه من المملكة أو كما يبدو الأمر ظاهراً .
ليس بعيداً عن الجارة إذ لا نستطيع الابتعاد فالماضي والحاضر والجوار وبعض الكُفلاء في الداخل يعيدونا هناك وأولهم المخلوع الذي تتناقل مواقع تابعة له أخبار ذهابه سوريا حاملاً (مبادرة سلام)من الملك بعد رحلة قيل إنها للكشف والعلاج غير أن توقيت الزيارة يشير إلى أنها أكثر من مجرد تفقد المخلوع نفسه صحياً أو بالأحرى (سياسياً ) خصوصاً وهي صادفت زيارة الرئيس لروسيا والتي وصفت بالموفقة ولو صحت تلك الأخبار فإننا سنكون أمام حقيقة لا مجال فيها للشك أن حرص المبادر الخليجي إبقاء صالح في البلاد كورقة ضغط احتياطية على أي نظام جديد وأن المبادرة ما كانت إلا موتاً سياسياً مؤقتاً للرجل سيعاد إنعاشه لاحقاً كلما دعت الحاجة والضرورة ولو بمهمة فاشلة .
لابد أن تلك المهمة إن صحت تدخل ضمن ردود أفعال ونتائج(زيارة روسيا ) التي لم تتوقف وهي بالتالي ردة فعل مخالفة للمبادرة والتي كان من ضمنها براءات اختراع كثيرة (كالحصانة ) مقابل ترك المخلوع العمل السياسي وهو للأسف ما لم يحدث حقيقة مازالت نتائج وردود أفعال زيارة روسيا مستمرة ولعل أبرزها على المستوى المحلي في الحديدة التي جعلت هادي يحط إليها مذ وصوله من روسيا بعد تحالف حرس جمهوري وحراك تهامي موالين للمخلوع.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي