لا تشكي لي .. ولا أبكي لك !!

كتب
الأحد ، ٣١ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٥٩ مساءً

بقلم : منال الأديمي -

تطالعنا الوسائل الإعلامية والمواقع الإخبارية منذ ما يقارب الأسبوع وأكثر عن فظائع وانتهاكات تحدث للجالية اليمنية في أرض الحرمين وحقيقة التعسفات والانتهاكات ضد المغترب اليمني في المملكة أمر ليس بجديد لكن غرابتها اليوم أن تأتي وتزامناً مع بدء الحوار وكأن هناك شيئاً أو غرضاً ما في نفس الشقيقة لربما تسويات جديدة ستطفو على السطح وما تلك الانتهاكات إلا غيث من مزيد موعودون به في حال لم تتحقق التطلعات الجديدة .

إن ما يلاقيه المغترب اليمني في بلد يحتضن بيت الله الحرام وكل سكانه إخوة لنا في العقيدة لا يحدث في أي بلد من بلدان (الفرنجة) إذ أن أي مغترب في تلك الدول يحصل بعد الخمس سنوات على جنسية البلد المستضيفة بل ويعد مواطناً كالمواطن الأصلي ومساوياًٍ له في الحقوق والواجبات حتى اننا أصبحنا نسمع برؤساء من أصول لبنانية وعربية يعتلون مناصب كبيرة في تلك الدول وخصوصا دول أمريكا الجنوبية .لكن الحال هناك مختلف فكل يوم تتضاعف أعداد المرحلين من المملكة وتسن القوانين تلو القوانين إمعاناً في زيادة معاناة وقهر المغترب هناك أضف إلى ذلك المعاملة الدونية التي يتلقاها (أبو يمن ).
في الحقيقة إن ما يحدث لليمنيين هناك يعد سابقة في الانتهاكات الانسانية والحقوقية لم يسبق لها مثيل في أي بلد في العالم باستثناء التضييق والحصار اللذين تفرضهما دولة الاحتلال على أصحاب الأرض في غزة وسائر فلسطين المحتلة .

هذا فيما يتعلق بالمغترب هناك أما المغترب في الوطن والمتضامن مع أخوه في الخارج فلسان حاله ليس بأفضل حال من أخيه في الشقيقة باستثناء أنه هنا لا يحتاج للتخفي والهروب من دوريات الجوازات أو حمل أوراقه وكفيله أينما ولّى وجهه فجل سعادته ورخاءه أن يرى كُفلاءه منذ السبعينيات وحتى اليوم مازالوا يعبثون بخيراته وثرواته قديما لكنهم اليوم بوجهين ثواراً ونظاماً يرسمون يمناً جديداً لربما يتسع للعائدين من الجوار .
على المستوى الثوري والشعبي كان تضامنا معكم إخواننا خجولاً إذ جعلنا يوم الجمعة الماضي يوماً بإسمكم وتضامناً معكم أتمنى أن يتبع ذلك تصعيد وضغط على الحكومة التي تمعن في تجاهل معاناتكم ما لم فإن ذلك سيكون مجرد تسمية لا أكثر من تسميات التنسيقية لإخراج الوجه الرسمي من حرج لا يشعر به أصلاً وما زال مصراً على أن العلاقات مستتبة وأنتم هناك في أحسن حال !!
في الحقيقة إن مظلمة المغترب اليمني لا تتحمل وزرها المملكة وحدها بل نتحملها نحن جميعاً (مواطنون وحكومة ) وأخص بالوزر تحديداً المواطن الصامت عن ظلمكم وظلمه عن حكومة تبيعه دوماً بثمن بخس في بلاطات الفخامة وتقبض فيه دراهم معدودة تجعلها تغض الطرف دوماً عن كل مهانة وإساءة ضد رعاياها في كل مكان وزمان ... لم يختلف الأمر مع هذا المواطن وللأسف حتى بعد الثورة ...الثورة التي اغتيلت هي أيضاً في بلاطه .
أخــــــــــــيراً .. قلوبنا معكم إخواننا المضطهدون في المهجر لكن لسان الحال وللأسف يقول :
مع هكذا تجاهل رسمي ... وتعتيم وإنكار .. (لا تشكي لي ولا أبكي لك )

الحجر الصحفي في زمن الحوثي