إحدى عوامل التنمية

كتب
السبت ، ٣٠ مارس ٢٠١٣ الساعة ١٢:٠٣ صباحاً

 

كانت الصين كاليمن، تعاني من تفاقم الهجرة الداخلية، وتزايد تدفق أبناء الريف إلى المدن، حتى ضاقت بمن فيها، لأن تزايد سكان المدن لابد أن يدفع بتزايد الخدمات العامة: طرقات، مدارس، مستشفيات، حدائق، كهرباء، مياه، وسائل اتصال، وأخرى للمواصلات، وأقسام شرطة، واتساع في المحال التجارية، ورفع نسبة المخزون الغذائي، ونسبة الاستهلاك اليومي، وفي المقابل: قلة الصادرات الريفية إلى المدن من: فواكه، وخضروات، وحبوب، ومواش. 

 ولم يكن أمام الحكومة الصينية غير تشجيع أبناء الريف على البقاء في قراهم، من خلال مدهم بالبذور المجانية لمزارعهم، وتزويد أريافهم بالمدارس والمستشفيات، وتسهيل الحصول على سلع المدن، ومياه الري، وفي مقدمة كل ذلك بناء السدود العملاقة. 

اليمن يعاني من ذات المشكلة الصينية؛ ارتفاع في عدد الهجرات الداخلية، وهجر أبناء الريف لقراهم، والبحث عن حياة أفضل في المدن، في الوقت الذي تعاني فيه المدن من شحة قاسية في خدمات: التعليم والصحة والمياه والكهرباء ووسائل النقل والحدائق وأقسام الشرطة، وضعف في تخطيط وتنفيذ مدن جديدة، مما جعل ضواحي المدن أشبه بأكواخ عابرة، لأناسٍ عابرين، لا مكان فيها لمستقبل يليق بهم وبأولادهم. 

فمصر – مثلاً – حدّثت مدينة القاهرة أكثر من مرة، عبر مدن إضافية في الضواحي، وبتخطيط منظم، ومنضبط الايقاع، مثل مدن: 7 أكتوبر، والعاشر من رمضان، ورابعة العدوية، وغيرها، بينما ضواحي صنعاء وعدن وتعز لا يوجد فيها شارع واحد مستقيم!!. 

وذات الشيء في المشكلة الصينية يحدث في اليمن، من انخفاض في صادرات الريف إلى المدن، وضعف قدرات المدن على استيعاب الهجرات المتدفقة. 

نحن الآن على عتبات موسم الأمطار، ويبدو أننا سنجني منه مصائب وكوارث، بدلاً من خيرات وثمار، وتلك إحدى حماقات السياسة العامة للدولة خلال 50 عاماً. 

 

[email protected] 

 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي